جاء في تقرير لقناة روسيا 24، أنّ تونس مسرح لنفوذ للملياردير الأمريكي من أصل هنغاري جورج سوروس الذي يتهم بإشعال “نيران الفوضى” في كل مكان في العالم والوقوف وراء ما يعرف بالثورات الملونة.
من هو سوروس وما هي مراكز نفوذه في تونس؟

فاعل خير؟


ولد جورج سوروس في العاصمة الهنغارية عام 1930 لعائلة يهودية، حتى بدأت الحياة الجديدة للملياردير عندما انتقل إلى نيويورك عام 1956، كان لديه 500 دولار في جيبه، وفي وول ستريت، تمكن من زيادة رأس ماله إلى 100 مليون دولار خلال 30 عاما، وتم ذلك بفضل طريقة تداول الأوراق المالية التي ابتدعها.

بحلول نهاية التسعينيات، قرر ترك المجال المالي وأعلن نفسه “فاعل خير”، وانطلق يشارك في تمويل التعليم والعلوم والثقافة.
ويُقدّر حجم إنفاقه على دعم المجتمع المدني في العالم عبر مؤسسته “المجتمع المفتوح – Open society”، بحوالي 18 مليار دولار، وذلك منذ تأسيسها عام 1984. والآن، تنتشر مؤسسته في 37 دولة في العالم، وتمول مشاريع في أكثر من 120 دولة.

يتّهم الثري اليهودي بأنه أحد الصهاينة المُتحكّمين في اللعبة الإعلامية والسياسية في أميركا والعالم فقد اشترى أسهماً في الفيسبوك، وهو أكبر مموّل وداعم للمنظّمات غير الحكومية المعروفة بمنظّمات المجتمع المدني المفتوح، وهو أيضاً مموّل فريدوم هاوس ونيد NED والصندوق الوطني للديمقراطية ومركز أبحاث كارنيجي، وهو كذلك يُقدّم تبرّعات ضخمة لمنظّمة هيومان رايتس ووتش.



كان لسوروس الدور الأكبر في الثورات الملوّنة المختلفة التي أطاحت بكثير من الأنظمة من جورجيا إلى أوكرانيا، ومن أوروبا الشرقية إلى العالم العربي.
الثورة الأولى بمشاركة غير مباشرة من سوروس، حدثت في عام 2000 في يوغوسلافيا، وبفضل أموال مؤسسته، تم إنشاء حزب المعارضة أوتبور، الذي شن حملة ضد الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش كما يتهم بأنه كان وراء الإعداد لـ “ثورة الورود” وإدارتها في جورجيا، ثم تم تسجيل نشاط صندوق الملياردير في قرغيزستان خلال “ثورة التوليب”، ثم خلال “الثورة البرتقالية” و “الميدان الأوروبي” في أوكرانيا.

ماعلاقته بتونس؟


زار سوروس تونس بعد عزل الرئيس الأسبق بن علي، في ثورة لُقّبت بـ”الياسمين” والتقى سنة 2015 بأحد أهم اللاعبين السياسيين في البلاد راشد الغنوشي وصهره القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام، كما استقبله الباجي قائد السبسي سنة 2015 بصفته رئيسا للجمهورية في قصر قرطاج.



في هذا السياق كشفت تقارير أمنية عن وقوف جورج سوروس وراء تمويل عشرات الجمعيات التونسية بعضها ينشط في مجال مكافحة الفساد وأخرى ذات صبغة حقوقية.
وقالت تلك التقارير إن تمويلات تحصّلت عليها جمعيات تونسية من منظّمات غربية تبيَّن أنها تحت إشراف جورج سوروس وتراوحت التمويلات التي تم صرفها بين 20 ألف و100 ألف دولار سنوياً لكل جمعية منذ سنة 2011.