غسق، أول ظلمة الليل بعد الغروب، هو مسلسل من إنتاج ليبي يُصوّر عملية “البنيان المرصوص” التي أفضت إلى تحرير مدينة سرت من مقاتلي داعش الإرهابي بين ماي وديسمبر 2016.
هذا العمل الدرامي، أثار الكثير من الجدل في ليبيا منذ بداية بثه أول أيام شهر رمضان.

توثيق أو اقتباس؟

من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت من العمل مادة إعلامية دسمة، تثير الإختلاف حولها، هي طريقة تقديم الملحمة حيث لم يحدّد المخرج ما إذا كان المسلسل توثيقيا يقدّم الوقائع والتفاصيل كما وردت في شهادات من عايشوها في سرت أو مصراطة التي مثلت نقطة إنطلاق العملية، أو اقتباسا لأحداث وتطويعها في السياق الدرامي.



من جهته، أكّد آمر غرفة عمليات البنيان المرصوص بشير القاضي أن الغرفة لم تصدر أي موافقة بإنتاج أو تصوير “غسق”، موضّحا في بيان له أنه بناء على الاجتماعات المتتالية مع آمري محاور غرفة عمليات البنيان المرصوص تبين أن غرفة العمليات لم تعلم بهذا العمل إلا بعد استضافة وعمل لقاء مع بعض آمري المحاور والقادة، معربا عن رفضه لأي عمل يجسد العملية إلا بإذن من آمر العملية وآمري المحاور، محتفظًا بخصوصية حقوق الطبع والنشر.

وأكد القاضي أن الغرفة اتخذت مجموعة من الإجراءات القانونية حيال المسلسل، لافتًا إلى أنه لم يعطِ حق المقاتلين المشاركين في ملحمة البنيان المرصوص، ولم يظهر إلا جزءًا بسيطًا وقليلًا مقارنة بالأعمال الإجرامية الوحشية لتنظيم داعش الإرهابي، الذي أرهب الليبيين والعالم بأسره خلال فترة من الزمن.

عمل ليبي في تركيا!

من بين الأسباب الأخرى التي جعلت من المسلسل محل انتقادات، اختيار فريق العمل لممثلين أجانب كما أن التصوير تمّ في تركيا، وفي ردّه على هذه الاختبارات قال المخرج أسامة رزق في حوار لقناة الجزيرة إنه لا يؤمن بمسألة الجنسيات في التمثيل كما أنّ الواقع الليبي يعاني من نقص كبير في عدد الممثلين، “وهي حقيقة، على الجمهور الليبي الاعتراف بها، ويتجلى هذا النقص خاصة في الممثلات الليبيات وهو موضوع اجتماعي صرف والحديث بشأنه معقد”، وفق تعبيره.

وأضاف أنّ الساحة الليبية تعاني نقصا فادحا في الممثلين من الفئة العمرية الكبيرة لأن المردود المادي ليس بتلك القيمة التي تشجع العائلات على قبول تشغيل أبنائها في مجال التمثيل.

وبالنسبة لاختيار تركيا للتصوير، أوضح رزق أنّ عملية الإنتاج الضخمة تطلبت التفكير في كل العناصر الفنية والمادية واللوجستية وفي سهولة التنفيذ، وتركيا دولة منفتحة تقدم تسهيلات كبيرة للحصول على تصاريح للتصوير داخل أراضيها، حسب قوله

كما أن مسلسل “غسق” يتكلم عن معارك و45% من أحداثه حربية وكل العتاد الحربي الخاص بالتصوير من أسلحة ورصاص موجود بكثرة في تركيا، وفرته بسهولة شركات متخصصة وهي أسلحة مشابهة للأسلحة التي اعتمدتها قوات “البنيان المرصوص” في عمليتها ضد التنظيم.