بدأت يوم الاثنين 26 أفريل الجاري، مراسم الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة الذي أُلغي عام 2020 بسبب أزمة كوفيد-19، وسط تدابير صحية مشددة في ظل تفشي هذه الجائحة.

وينظم الحج اليهودي في هذا العام بين 25 أفريل و2 ماي، ليشارك فيه يهود تونسيون وعدد قليل من القادمين من دول أخرى، ومنع عليهم التجمع داخل المعبد، وتقام الصلوات بشكل فردي.

وتمّ هذا العام إلغاء أي مظاهر احتفالية بسبب جائحة كورونا، من بينها منع التجمع داخل المعبد وإقامة الصلاة بصفة فردية وبوضع الكمامات للمشاركين اليهود الذين يسكنون البلاد وبضعة قادمين من الخارج، ويأتي هذا القرار وفقا لهيئة التنظيم، “استجابة لقرارات اللجنة العلمية لمجابهة فايروس كورونا بمنع جميع التظاهرات والاحتفالات، للحفاظ على سلامة التونسيين وزوار الغريبة”.

كنيس الغريبة أقدم معبد يهودي في أفريقيا

يعد كنيس الغريبة الواقع في جزيرة جربة أقدم كنيس في أفريقيا وأحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، حيث يعود تاريخه إلى ما يزيد عن 2500 عام.

ويعتبر الكنيس مزارا سياحيا يزوره مئات اليهود كل سنة للتبرك بالتوراة الموجودة فيه والتي تعتبر أيضا الأقدم في العالم والمشاركة في طقوس دينية نادرة الحدوث في بلد عربي.

وتحيط بمبنى الكنيس إجراءات أمنية مشددة، فهناك مكتب للشرطة لا بد لأي زائر أن يمر منه قبل دخول المعبد، حيث يسأل عن اسمه ومقر إقامته وعمله وسبب زيارته مع ترك بطاقة هويته مع الشرطة قبل دخول المعبد واستلامها لدى مغادرته.

الحج اليهودي لهذه السنة مختلف

من جهته علق وزير السياحة السابق رونيه الطرابلسي على مراسم الحج لهذه السنة ” بأنه أشبه بمباراة دون جمهور، ولكن يجب أن تلعب”، مضيفا  “عندما نأتي ندعو بالنجاح في الامتحانات وبالصحة الجيدة لكل العائلة، ولكن هذا العام سندعوا لكل العالم”.

وينظَم الحج إلى كنيس الغريبة كل عام في اليوم الثالث والثلاثين من عيد الفصح اليهودي، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيين الذين لا يزيد عددهم على 1500، معظمهم يعيشون في جربة مقابل مئة ألف قبل الاستقلال عام 1956.

هذا وتشهد تونس ارتفاعا في وتيرة الإصابات بفيروس “كورونا” بشكل هائل خلال الأيام الأخيرة، وسط تحذيرات من تزايد الضغط على المستشفيات، إذ بلغت نسبة الامتلاء 92% في أسرة الإنعاش و85% لأسرة الأوكسجين، حسبما كشف وزير الصحة فوزي المهدي.