منذ سنوات أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بسفراء الماركات والعلامات التجارية الباحثين عن مفاهيم جديدة للاتصال .. وبذلك نشأ أسلوب مستحدث للاتصال الوسيط يضع شخصا بين العلامة التجارية والحرفاء.

ويعد “الإنستغرام” من أحدث المواقع التي أضحت تروج لصورة تسويقية من قبل العديد من المؤثرين الذين ذاع صيتهم في الآونة الأخيرة، كما يمثل مصدرا أساسيا لنجومية عدّة شبان تحوّلوا من أسماء نكرة إلى مشاهير المنصّات الرقمية.

التسويق عبر المؤثرين

ابتسامات عريضة وصور تعكس الجمال ومبالغة في التلقائية ومشاركات مادية مع بعض الماركات التي تتبع الملابس ومساحيق التجميل وحتى المأكولات التي أضحت تسوّق عبر المؤثرين، صور تشد الأنظار إلى جانب علامات ورسوم تدل إما على الإعجاب بتلك الصور أو على عدم الرضا ..

كما تعج تلك الصفحات بصور لرحلات وسفرات قام بها المؤثرون وكذلك بث بعض الندوات والسهرات الخاصة وفيديوهات قصيرة تنقل رفاهية وبذخ هذه الشريحة من المجتمع .. تلك خلاصة حياة هؤلاء المؤثرين عبر الأنستغرام الذين تتسع رقعة شهرتهم وتأثيرهم والطلب عليهم من قبل العلامات التجارية كلما ازداد عدد متابعيهم..

ويحصدون عبر هذه المواقع أموال طائلة تصل حتى 10 آلاف دينار للصورة أو للفيديو القصير، في تسويق بعض المنتجات أو لإشهار وكالات أسفار التي تهتم بتنظيم رحلات لبعض المدن السياحية والنزل الفاخرة أو رحلات خارج البلاد.

يعد المراهقون هم المستخدمين الأكثر لانستغرام أكثر من أي فئة عمرية أخرى.

فهل يكمن التأثير عليهم فقط في البعد الإيجابي؟

قالت شيرلي كرامر، الرئيسة التنفيذية للجمعية الملكية للصحة العامة إن “انستغرام وسناب تشات سجلا أسوأ تأثير على الصحة النفسية للشباب، والمعروف أنهما يركزان على الصور التي يبدو أنها تثير مشاعر القلق لديهم”.
وفي هذا السياق، فقد تفاقمت مخاطر الإنستغرام في ظل الحداثة وهو ما بينته دراسة بريطانية صنفت منصة “انستغرام” الأسوأ خاصة فيما يتعلق بتأثيره السلبي على النوم وصورة الجسم وعملية التحرش الإلكتروني ومشاعر القلق والاكتئاب والوحدة.

كما يمثل تأثيره في الشعور بعدم الرضا على ممتلكات الحياة، فما تعكسه منصة انستغرام هو وجود مشاهير وأناس ليس لديهم أي مشاكل أو مخاوف من الناس الذين يبدو أنهم غارقون في الراحة والفرح، وكل يوم لديهم ملذات وإمكانيات جديدة لا تُعد ولا تُحصى.

إلى جانب الشعور بعدم الرضا عن الجمال والرشاقة إذ بيّنت البحوث أن معظم الناس الذين أصيبوا بالسوء من قبل الإنستغرام هم من الفتيات الصغيرات اللواتي يشعرن بعدم الرضا عن مظهرهن ورشاقتهن، وهذا يسبب الهزيمة النفسية لهؤلاء الفتيات، ويشعرون بالغيرة تجاة اللواتي هنّ أكثر جمالاً ورشاقةً منهن.

انتدابات عبر “إنستغرام”

أضحى موقع أنستغرام بديلا عن الشركات التي تعمل على انتداب المتخصصين في مجالات معينة، إذ أصبح الانتداب يتم حسب عدد المعجبين وعدد الأشخاص المتابعين للحساب الشخصي، وخصوصا مجال التسويق والإشهار ومجال التمثيل، فقد اضمحلت الشهائد العلمية مقابل أرقام وشاشات صغيرة وصور بجودة عالية.

فقد أثار الجدل موضوع التقاط بعض المؤثرين لأداء أدوار منها حتى أدوار رئيسية في المسلسلات من الانستغرام دون أن يكون لهم أي تكوين أكاديمي أو معرفي في هذا المجال، فالمُكتفى به مجرد قاعدة جماهرية وعدد من المتابعين لا بأس به في حين أن أصحاب الخبرة في التمثيل، ومن لهم شهائد وتكوين مميز تلتهمهم البطالة منذ سنوات في أسوأ الظروف الاجتماعية والنفسية “منسيين” من الدولة ومن المؤسسات الخاصة.

حري بالذكر  الممثل المسرحي حمزة داود الذي راجت صورته منذ أيام وهو بصدد بيع “الملسوقة” في السوق المركزية، وغيره من الممثلين والفنانين الذيين أدلى عليهم الزمان ستاره وتلاشوا في غياهب النسيان.