من أجل أن تعيش عائلة تونسية نموذجية متكونة من زوجين وطفلين، في تونس الكبرى، حياة ماديّة كريمة عليها أن توفر شهريا حوالي 2400 دينار أي حوالي 6 أضعاف الأجر الأدنى المضمون في تونس.

العيش الكريم بلغة الأرقام

كشفت نتائج المشروع النموذجي “ميزانية الكرامة في تونس”، الذي أُعدّ بالاشتراك بين أنتارناشيونال آلارت ومعهد الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بفرنسا ومؤسسة فريدريش ايبرت شمال أفريقيا والشرق الاوسط-مكتب تونس، أن ما بين 40 و50 بالمائة من سكان تونس الكبرى يفتقرون إلى الموارد اللازمة لضمان ظروف معيشية كريمة، وغير قادرين على الولوج إلى الاحتياجات الضرورية.

كما أظهرت نتائج المشروع، الذي اطلقته منظمة أنتارناشيونال آلارت في سنة 2018، أنه لضمان عيش كريم لعائلة تتكون من 4 أفراد يجب أن يتوفر دخل شهري مقدر بـ 2466 دينار، لضمان الحصول على الاحتياجات الضرورية وهي التغذية والسكن والتعليم والصحة والخدمات وغيرها.

الأجر الأدنى المضمون

تكون المعادلة صعبة جدا بمقارنة هذه الأرقام مع الأجر الأدنى المضمون في تونس، فبموجب نظام 48 ساعة، كان الراتب الأساسي 403.1 دينارًا في ماي 2019، وبالتالي فإن ميزانية الكرامة لأسرة لديها طفلان تمثل ما يقرب من 6 أضعاف مبلغ الحد الأدنى للأجور.
وإذا كان الزوجان لديهم وظيفة بدوام كامل، يجب مضاعفة الحد الأدنى للأجور بنحو 3 مرات للسماح للأسرة بالحصول على ظروف معيشية لائقة، وفي هذا الصدد، من المؤكد أن الحد الأدنى للأجور بعيد جدا اليوم عن السماح للعمال التونسيين بظروف معيشية كريمة، حسب الدراسة.
مع العلم، أن الأجر الأدنى المضمون في تونس هو الأضعف عربيا، حسب الخبير الاقتصادي، الصادق جبنون، كما أن نسبة الفقر بسبب جائحة كورونا تجاوز 21 بالمائة أي مايعادل عيش مليونين ونصف المليون تونسي تحت عتبة الفقر.
وتفيد خارطة الفقر التي أعدها المعهد الوطني للإحصاء أن معدلات الفقر على المستوى الوطني منخفضة في جهة تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة)، حيث تراوح متوسط معدل الفقر على مستوى المعتمديات ما بين 6.1 بالمائة و15.2 بالمائة.