مثّلت جائحة كورونا زلزالا ضرب تقريبا أكبر اقتصادات العالم، لكن الوباء أيضا كان فرصة لشركات صناعة الأدوية التي جنت أرباحا طائلة بعد تطويرها للقاحات مضادة للفيروس التاجي.
فمنهم أثرياء التلاقيح؟.. وما هو حجم ثرواتهم؟

ارتفاع غير مسبوق

حسب دراسة لبنك UBS وPWC، يعتبر عام 2020 استثنائيا للمليارديرات رغم الجائحة، إذ بلغ مجموع ثرواتهم نحو 10.2 تريليون دولار بنهاية جويلية 2020، وهو ما يتجاوز المستوى القياسي لعام 2017 والبالغ 8.9 تريليون دولار.

وشهدت الأشهر الأخيرة من 2020 ارتفاعا غير مسبوق لأسهم شركات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية التي تعكف على تصنيع لقاحات كورونا.

أسترازينيكا

رغم الانتقادات التي واجهها العقار البريطاني- السويدي المضاد لكورونا بخصوص الآثار الجانبية التي يخلّفها وتعليق استخدامه من قبل عدة دول أوروبية، فإن شركة أسترازينيكا تتوقع إنتاج 3 مليارات جرعة خلال العام 2021، بزيادة بحوال مليار جرعة مقارنة بلقاح فايزر.
مع العلم أن سعر الجرعة الواحدة من لقاح أسترازينيكا تقدر بحوالي 2 أورو (حوالي 6.5 دينار تونسي)، وتبلغ قيمة معاملات الشركة حسب الصحيفة الفرنسية Challenges، ثمانين مليار أورو كما بلغ رقم مبيعاتها، حسب المصدر ذاته 22.3 مليار أورو بربح صاف بقيمة 2.7 مليار أورو.
وتسعى أسترازينيكا أن تظهر أنها لا تحقق أرباحا من أزمة صحية عالمية معلنة أنها ستقدم اللقاح بسعر التكلفة.

المصدر: منظمة الصحة العالمية

رئيس الشركة ذو الأصول الفرنسية الأسترالية باسكال سوريوت، تلقى تكوينا بيطريا، وتم تعيينه على رأس أسترازينيكا منذ 2012 ليجد نفسه في مواجهة العملاق الأمريكي فايزر الذي حاول شراء الشركة مقابل 69 مليار جنيه استرليني (حوالي 265 مليار دينار تونسي).

فايزر

تتوقع شركة فايزر الأمريكية أن تجني 15 مليار دولار (حوالي 41 مليار دينار تونسي) أو حوالي ربع إجمالي إيراداتها هذا العام، من مبيعات لقاحها المضاد لفيروس كورونا الذي طورته مع شريكتها الألمانية “بيونتيك”.

ويهدف عملاق الصناعات الصيدلية لتصنيع ملياري جرعة من لقاح كوفيد-19 في 2021 وتتوقع أن تقوم بتوريد 200 مليون جرعة إلى الحكومة الأمريكية بحلول نهاية ماي.

وتتوقع الشركة أن تتراوح قيمة مبيعاتها في 2021 بين 59.4 مليار و61.4 مليار دولار.
إجمالا، تبلغ قيمة معاملات الشركة حسب الصحيفة الفرنسية Challenges، مائة وستة وستون مليار أورو ( حوالي 542 مليار دينار تونسي) كما بلغ رقم مبيعاتها، حسب المصدر ذاته 35 مليار أورو ( حوالي 114 مليار دينار تونسي) بربح صاف بقيمة 8 مليار أورو (26 مليار دينار تونسي).

المصدر: Airfinity


وارتفعت أسهم الشركة بعد أن قالت شركة فايزر وشركة الأدوية الأوروبية BioNTech إن البيانات الأولية تشير إلى أن اللقاح قد يكون فعالاً بنسبة 90٪.

وكانت الصفقة جزءاً من خطة مجدولة بانتظام وضعها الرئيس التنفيذي لفايزر، ألبرت بورلا لبيع بعض أسهمه في شركة فايزر بشكل دوري، وباع بورلا 132,508 سهماً من شركة فايزر بسعر 41.94 دولار للسهم، وفقاَ لإيداع لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات، فيما يبلغ مجموعه حوالي 5.6 مليون دولار.

مودرنا


أما مودرنا وهي شركة تكنولوجيا حيوية صغيرة تعمل منذ سنوات على لقاح يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي، فيصل سعر لقاحها إلى 37 دولاراً (أكثر من 102 دينار) للجرعة الواحدة.

وتضاعف سعر سهم الشركة في البورصة المقدر بـ 23 دولار بداية 2020، إلى غاية هذا الأسبوع بحوالي 6.5 مرّات.
تضم الشركة الصغيرة حوالي 800 موظف فقط، لكنها أكدت أنها ستنتج حوالي 1.4 مليار جرعة من لقاحها المضاد لكورونا بحلول سنة 2022، وذلك بمساعدة الحكومة الأمريكية التي ضحت بـ 2.5 مليار دولار لفائدة مودرنا.