280 حالة انقطاع عن الدراسة يوميا في تونس أغلبهم من فئة الذكور، يتسبب هذا الانقطاع في خسارة للدولة تقدر بـ 1135 مليون دينار ما يعادل 20 بالمئة من ميزانية وزارة التربية.

يشهد عدد المنقطعين عن الدراسة في تونس نسقا تصاعديا سنة بعد أخرى حيث بلغ عدد المنقطعين في سنة 2018، 101 ألف منقطع وفي الفترة المتراوحة بين 2013 و 2018 فاق عدد المنقطعين 526 ألف منقطع من الثورة وإلى سنة 2020 بلغ عدد المنقطعين مليون طفل منقطع عن الدراسة.. الانقطاع يتراوح بين السنة الثالثة ابتدائي وصولا إلى البكالوريا وأغلبها في المراحل الأولى من الدراسة بالتحديد في السنة الرابعة والخامسة والسادسة من المرحلة الابتدائية.

ما مصيرهم؟

أغلب المنقطعين عن الدراسة يبقى مصيرهم مجهولا .. في ظل غياب المدرسة ودور الثقاقة والتكوين وفي أغلب الأحيان يتلقفهم غول الإجرام والإرهاب والمخدرات

وإن كانت هذه الظاهرة عالمية لكن تونس في السنوات الأخيرة تسجل أرقاما كبيرة للمنقطعين عن الدراسة ما ينذر بأزمة كبيرة على المستوين المتوسط والبعيد.

الأسباب التي تدفعهم للانقطاع

عوامل عديدة للجانب الاقتصادي النصيب الأوفر منها بسبب عدم قدرة الآباء على سداد نفقات الدراسة زد على ذالك نقص الوعي لدى الآباء وعدم وجود وسائل نقل خاصة في الوسط الريفي وبين هذا وذاك تبقى المنظومة التربوية مهترئة وقديمة ولا تواكب تطورات العصر.

ينعكس هذا الانقطاع سلبا على المجتمع بشكل عام حيث يتسبب في ارتفاع نسبة الأمية والتوجه نحو الهجرة السرية وارتفاع نسبة البطالة وتشغيل الأطفال.

مدرسة الفرصة الثانية نقطة ضوء في العتمة

مدرسة الفرصة الثانية هي الحل حيث تعتبر سبيلا لتدارك ما فات أمام المنقطعين عن الدراسة وهي مؤسسة عمومية مقرها تونس العاصمة تحت إشراف وزارة التربية من مهامها الإحاطة والتوجيه والمرافقة للأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 سنة كما ستوفر لهم برامج تأهيل تتعهد بهذه المهمة إطارات التربية التابعين للوزارة وبعد تدشين مدرسة الفرصة الثانية في تونس بإشراف رئيس الحكومة عبر تأطير 1000 تلميذ في مرحلة أولى في انتظار أن يزداد هذا العدد في مرحلة لاحقة.

سارة القايدي