كشفت صحيفة الشروق الجزائريّة، الجمعة 8 أكتوبر 2021، أن مجمع بن بلّاط قرّر تجميد 4 صفقات كانت قيد الدراسة مع شركات فرنسية لتوريد عتاد في مجال الفلاحة، تبلغ قيمتها بضعة ملايين يورو.
وصرّح رئيس المجمع، بولخراص بن بلاط أن الموقف الذي اتخذته المجموعة يرتكز على مبدأ الكرامة قبل الخبز، الذي يتقاسمه جميع المستثمرين الذي ساندوا المبادرة مطالبين بالاحترام وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وقال رجل الأعمال الجزائري إنّه يفضّل التوجه النهائي نحو شركات ألمانية بديلة، موضحا أن القيمة الإجمالية لمجمل صفقات المتعاملين المحليين بجهة باتنة، تبلغ 1 مليار يورو، كان رجال الأعمال يدفعونه للمؤسسات الفرنسية في قطاعات العتاد الصناعي والفلاحي والدوائي والبناء والري وغيرها.
يشار إلى أنّ الهيئة الخاصة للمستثمرين ورجال الأعمال وأرباب مؤسسات اقتصادية، عقدوا لقاء لإبداء الموقف من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأخيرة التي اعتُبرت انتهاكا للعلاقات الثنائية وتطاولا على الذاكرة الجزائرية، ومساسا ضارا بمواثيق التعاملات بين البلدان المرتبطة بعلاقات شراكة تجارية واقتصادية.
وحضر اللقاء قرابة 20 رجل أعمال، من ذوي التعاملات القوية مع المؤسسات الأجنبية، في قطاعات الصناعات الدوائية والفلاحية والمواد الغذائية التحويلية، وصناعات الخزف ومواد البناء المتنوعة، للتشاور حول الإجراءات المزمع اتخاذها من بينها تجميد المشاريع الثنائية التي تربط المجتمعين مع شركات فرنسية، والتي لم تدخل بعد حيز التنفيذ، بما أن المشاريع التي انطلق فيها لا يمكن المساس بها تبعا للقوة التعاقدية والقانونية التي تتمتع بها.
وبحسب مجريات اللقاء وما تم تداوله بين الحاضرين، فإن الإجراءات قد تتعلّق مقاطعة الشركات الفرنسية المستقرة والعاملة بالجزائر، والتي تبلغ معاملاتها المختلفة في القطاعات آنفة الذكر مبلغا قد يصل إلى حدود 1 مليار يورو، دون أن يستبعد هؤلاء في تعميم المبادرة على المستوى الوطني، بعدما تواترت أنباء على أن ما قام به أرباب الشركات والمقاولات بولاية باتنة.
وكانت الجزائر قررت الأسبوع الماضي “الاستدعاء الفوري” لسفيرها في باريس، ردا على تصريحات نقلتها صحيفة “لوموند” اعتبر فيها ماكرون أن الجزائر قامت بعد استقلالها عام 1962 على “ريع الذاكرة” كرسه “النظام السياسي-العسكري”، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.
كما منعت الجزائر الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق أراضيها ردا على تصريحات ماكرون.