BERLIN, GERMANY - JANUARY 19: In this handout photo provided by the German Government Press Office (BPA), German Chancellor Angela Merkel (C), German Foreign Minister Heiko Maas (3rd from L), EU Foreign Minister Josep Borell (2nd from L) and Chairman of the Commission of the African Union Moussa Faki Mahamat (L) attend the main session at an international summit on securing peace in Libya at the Chancellery on January 19, 2020 in Berlin, Germany. (Photo by Guido Bergmann/Bundesregierung via Getty Images)


تنطلق اليوم الأربعاء 23 جوان جلسات مؤتمر برلين 2 التي تضمّ الدّول المعنيّة بالنّزاع الليبي، ويأتي انعقاد هذا المؤتمر إثر صدور المسودة الأولية للبرلمان والتي تشمل 51 نقطة أهمّها التأكيد على ضرورة إخراج المرتزقة والقوّات الأجنبية من ليبيا.

وستعلن حكومة الوحدة الوطنية الليبية مبادرة تحت اسم “استقرار ليبيا”، في حين تواصل واشنطن مطلبها الأساسي بخروج كافّة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، أكّدت إنها ستطرح خلال المؤتمر المبادرة التي ترتكز على بنود خارطة الطريق، التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي. وأضافت أن المبادرة غايتها أن يأخذ الشعب الليبي زمام الأمور بيده بمساندة الدول الداعمة له.

مؤتمر حاسم

قال المحلل السياسي والصّحفي الليبي إدريس حميد في تصريح لموقع JDD Tunisie إنّ المؤتمر سيقدّم سينظر في مدى إيفاء حكومة الدّبيبة بتعهداتها لإقامة الانتخابات العامّة في 24 ديسمبر 2021 وسبل دعم حكومة الوحدة الوطنية في سبيل الوفاء بالتزاماتها.

وأضاف أنّ مبادرة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التي قدمتها بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمها مهامها، حاسمة لإخراج المرتزقة وتستوجب الدّعم الشعبي لتحقيق هذا المطلب الملح إضافة إلى تحقيق العقوبات التي سيتم اتخاذها عبر مجلس الأمن الدّولي بشأن المعطلين للعملية الانتخابية والاستقرار داخل ليبيا

وتابع “ما يمكن ملاحظته الحضور الأمريكي القوي من خلال وزير الخارجية والسفير الأمريكي بليبيا إضافة إلى المبعوث الأممي” مشيرا إلى أنّهم يبذلون مجهودات كبيرة من أجل إخراج كافّة المرتزقة مضيفا أنّ المجلس الأوروبي عدّل مسودة العقوبات السابقة بحيث شدّد على معاقبة المخالفين والتعامل مع المجموعات المسلحة داخل ليبيا.

فرص النّجاح


أكّد إدريس أنّ التطورات الدولية التي حدثت مؤخرا تمكّن من إعطاء دفعة قوية لمؤتمر برلين 2 ، ليخرج بقرارات حاسمة وتتمثّل خاصّة في لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين في الملف الليبي ودعم فرنسا لأرمينيا في حربها مع أذربيجان حليف تركيا والحملات الإعلامية بين الرئيسين.

وأضاف “خرج اللقاء بمبادرة فرنسية لإخراج المرتزقة والقوات الاجنبية، والتي نعتقد بصعوبة تنفيذها بمجرد هذا اللقاء الأول حيث تؤيد فرنسا الجيش الليبي، وفي ظل اتهامات الطرف الليبي الذي تدعمه تركيا لفرنسا بدعم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر” ،متسائلا هل تنجح فرنسا في هذا المسعى وتحصل على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية وهي التي حصلت على الضوء الأخضر لقيادة تدخّل الناتو في ليبيا سنة 2011؟


كما أشار إلى أنّ وزيرة الخارجية الليبية “نجلاء المنقوش ” أبدت جرأه في الإصرار على إخراج المرتزقة من ليبيا وقد بذلت مجهودات كبيرة من أجل الحصول على تأييد الدول التي زارتها، وهذا ما يؤكد على الموقف الليبي الرسمي.

معطى آخر جاء مع إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عزمها عقد اجتماع مباشر لأعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في سويسرا في الفترة من 28 جوان إلى غرّة جويلية 2021 ، لوضع مقترحات للقاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 ، وسوف يسبق ذلك اجتماع للّجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار في الفترة من الرابع والعشرين إلي السادس والعشرين من جوان في تونس، من أجل التحضير لمساعدة مناقشات الجلسة العامة لملتقى الحوار السياسي.


وختم بالقول إنّ هذه المعطيات سوف تساعد مؤتمر برلين 2 في الخروج بقرارات ملزمة للأطراف الليبية، لإنجاز الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر ويعتمد ذلك على إرادة الجهات الراعية للملفّ الليبي، وإن كان البعض يشكك في تطبيق النتائج التي سوف تصدر عن هذا المؤتمر.