منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إثر احتجاجات شعبية في 2011، تشتّتت عائلته وأصهاره من أشقاء زوجته ليلى الطرابلسي أو أزواج بناته، بين الدّول، ويعيشون بالأموال التي نهبوها طيلة أكثر من عقدين.


قبل يومين، توفي محمد الناصر الطرابلسي شقيق زوجة بن علي ووالد عماد الطرابلسي وحسام الطرابلسي المعروفين لدى الأوساط التونسية بنفوذهما وبلطجتهما، كما أنّهما مورّطان في قضايا تحيّل وتهريب.


محمّد الناصر الطرابلسي عُثر عليه وقد فارق الحياة بشقة صغيرة يقيم فيها بمفرده بجهة الكرم بالضاحية الشمالية للعاصمة، وتفطن إلى وفاته أجواره وأحد أقاربه عندما طرقوا الباب دون مجيب، فتولّوا خلعه، ليعثروا على الهالك جثّة هامدة.

وفاة شقيق ليلى الطرابلسي في ظروف مسترابة، فتح المجال للتّونسيين لتذكّر عائلة بن علي وأصهاره الّذين حكموا تونس بالحديد والنّار وسيطروا على اقتصادها سنين طويلة.


عائلة بن علي


توفي الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في سبتمبر 2019 في المملكة العربية السعوديّة إثر معاناته من مرض عضال، ودُفن في مقبرة البقيع قرب المسجد النبوي، وهي أقدم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة.

أمّا زوجته ليلى الطّرابلسي فتعيش مع ابنها الوحيد “محمد زين العابدين” وابنتها نسرين في مدينة جدّة.ليلى كانت ولا زالت من أكثر الشخصيات إثارة الجدل رغم ابتعادها عن الأضواء ومطلوبة لدى القضاء التّونسي باعتبار تورّطها في عدد من القضايا.


نسرين ابنة ليلى الطرابلسي، تزوجت بفنان الراب الثّري كريم الغربي المشهور باسم “كادوريم” والّذي يعرف بامتلاكه ثروة طائلة، إلا أنهما سرعان ما تطلّقا بعد مدّة قصيرة.

أشقّاء “ليلى الطرابلسي”


كوّن أشقاء زوجة بن علي ثروات طائلة عبر استغلال النفوذ بالاستيلاء على عدّة ممتلكات بينها أراض دولية وغيرها، إضافة إلى تكوين إمبراطورية مال وأعمال وبسطت نفوذها على شركات عقارية وشركات اتصالات ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى تخصصهم في بيع السيارات والتّهريب.

بلحسن الطرابلسي هو أكثر الشخصيات نفوذا وثراء في تونس زمن حكم بن علي، هرب على متن يخته الخاص باتجاه إيطاليا يوم 14 جانفي 2011، ثم سافر إلى كندا حتى عام 2016، قبل أن يغادرها بعد أن رفضت السلطات الكندية منحه اللجوء.


ألقى الأمن الفرنسي القبض عليه في مارس 2019، واجه أحكاما بالسجن لمدة 33 عاما، لتورطه في عديد القضايا أبرزها تبييض الأموال لكن أفرج عنه بعد ذلك شرط ألا يغادر الأراضي الفرنسية قبل أن تنظر تونس في طلب تسلمه بعد أن فشلت كل محاولاته للمصالحة مع هيئة الحقيقة والكرامة.


أما عماد الطرابلسي، ابن شقيقها فقد أُودع في السجون التونسية منذ عام 2011، بعد أن مُنع من الهروب إلى فرنسا مع أفراد عائلته، وقُبض عليه في المطار.
يقبع عماد الطرابلسي في سجن المرناقية منذ 2011، ويواجه عشرات القضايا وتهما بالفساد تصل أحكامها إلى السجن 100 عام.


كما أنّ لليلى الطرابلسي شقيقان آخران، لكنهما لم يخرجا إلى الأضواء، هما المنصف الطرابلسي الذي توفي في السجون التونسية بعد إصابته بسرطان الدماغ عام 2013 عن عمر ناهز 63 عاما ومراد الطرابلسي الذي توفي أيضا في السجون التونسية في أفريل 2020، بسبب الإهمال الذي لحقه في السجن.

بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس السابق


أصهار بن علي


النائب السابق صخر الماطري (40 عاما)، طليق نسرين بن علي، هو حفيد محمود الماطري أحد أبرز قادة الحركة الوطنية زمن الاستعمار الفرنسي، كان يلقى معاملة خاصة من الرئيس الأسبق وزوجته.


هرب إلى جزر السيشال بالمحيط الهندي نهاية 2012، ويعيش هناك منذ تلك الفترة. حاول إيجاد صيغة تفاهم مع السلطات التونسية وتقديم تعويضات تتجاوز الـ 500 مليون دينار، ولم يلق إجابة إلى اليوم.

أما مروان المبروك، طليق سيرين، ابنة بن علي من زواجه الأول، يدير حاليا مع أشقائه أكبر المجمعات التجارية في البلاد، ولديهم مجموعة شركات لبيع المواد الغذائية والسيارات وعدة بنوك، وقد جمّد القضاء بعضا من ممتلكاته منذ 2011.


تمكن المبروك عام 2019 من استرجاع بعض من ممتلكاته بما فيها حصته في شركة اتصالات.


أخيرا، سليم شيبوب (63 عاما)، زوج درصاف بن علي، كان من أكثر الشخصيات ظهورا في الإعلام باعتبار إدارته نادي الترجي الرياضي، عاد إلى تونس عام 2014 قادما من الإمارات، من أجل المصالحة، وهو موقوف اليوم في قضايا مختلفة.

صخر الماطري الصهر المفضل لعائلة بن علي