نشر عبد اللطيف المكي القيادي في حركة النهضة، الجمعة 28 ماي تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وجه فيها رسالة إلى الأميرال كمال العكروت أوضح فيها أنّ التجربة الديمقراطية في تونس لا تزال ناشئة وبيّن له أنّ انخراطه في عالم السياسة سيدخله في صراع مع زملائه الضباط المتقاعدين الذين من الممكن أن يبادروا أيضا بأشياء تتعارض مع ما بادر به العكروت وينحازون ضدّه وسأله قائلا ” ألا ينعكس ذلك سلبا على صورة الجيش الوطني الباسل؟”.

وأضاف المكي للجنرال العكروت أنّ المبادرة التي تقدّم بها لإيجاد حلّ للأزمة في تونس، “بها انحياز سياسي وحزبي وليست مواقف عامة”، ودعاه إلى أن يحافظ على ”شيء من التحفظ والاكتفاء بالمواقف العامة دون انحياز سياسي واضح”.

وأكّد القيادي بالنهضة أنّه لا يُمكنه منع الجنرال العكروت من حقّه الدستوري في ممارسة السياسة ولكنّه أشار إلى أنّه يكتفي بواجبه وحقّه في نُصحه وإبداء رأيه في مبادرة العكروت وأكّد له أنّ ” استبدال الطبقة السياسية الحالية لا يكون إلا بطريقتين”:

الطريقة الأولى هي ”الدعوة إلى حوار وطني يحدد فيه المشاركون أين تكمن المصلحة الوطنية بما في ذلك ائتلاف الحكم”، والطريقة الثانية هي ” الدعوة إلى انتخابات سابقة لأوانها”.

واعتبر عبد اللطيف المكي أنّ الطريقتين يجب أن تتمّا ”تحت سقف الدستور والقانون” كما أنّ الأمر يتطلب من العكروت الاستثمار في ”فلسفة التقريب والوئام الوطنيين وليس العكس بالاستهداف لشركاء في الوطن”.

وأكّد المكي أنّ الحوار أو الدعوة إلى الانتخابات يقتضيان تجميع كلمة أهم الشركاء لاستيفاء الشروط السياسية والدستورية والقانونية لنجاحهما، واعتبر أنّ غير هذا التمشي لن يكون ”إلا دفعا نحو صيغ مجهولة وغير منضبطة قد يكون أفضلها أسوأ مما نحن فيه”. وتوجّه للعكروت قائلا ”وقت الأزمات السياسية لا تنفع المواقف الحادة والحريصون على الحل لا يدفعون إليها”.

الجدير بالذكر أنّ الأميرال المتقاعد كمال العكروت قرّر خوض غمار الحياة السياسية وكان قد أعلن أنّه وجّه دعوة للإنقاذ لأنّ تونس لم تعد تتحمّل مواصلة المزيد من الأزمات داعيا الأحزاب وكلّ الأطراف السياسية إلى التخلي عن نرجسيّتها وأن تجلس على نفس طاولة الحوار لإيجاد حلول عاجلة.