العربية لغةً رسمية أو لغة رسمية مشتركة لـ 25 دولة، تتركّز غالبيتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تُعتبر في ست دول لغة وطنية مثل تركيا والنيجر وإيران والسنغال ومالي.
لكن في المقابل، لكل دولة عربية لغتها الخاصة بل إن معاني مفرداتها تختلف وتتضاد في بعض الأحيان، فلماذا لا توجد أي دولة في العالم تتحدث العربية؟

لهجات مختلفة

يقول الباحث في اللسانيات عمر الرقيق لـ JDD، إنّ سكّان الدول التي تعمتد العربية لغة رسمية يتحدّثون على الأقل 30 لهجة مختلفة، موضحا أنّ ولادة هذه اللهجات تعود بالأساس إلى ارتباط اللغة بالظروف والبيئة السياسية والاجتماعية والجعرافية التي يعيشها المجتمع.
ويفسّر محدّثنا أنّ اللغة العربية صعبة ومعقّدة وتم فرضها من قبل السلطات للاستعمال الرسمي وبالتالي اكتسب السكان خطابا آخر أكثر سلالة للتداول فيما بينهم نابع من عوامل اجتماعية فالناس يستخدمون لغات تعبر عن الطبقة التي ينتمون إليها ولا يتحدث التاجر مثل الأرستقراطي ومثل العامل فلكل منهم مفرداته الخاصة.
وأضاف أن العوامل الحضارية كذلك أثرت على ظهور اللهجات المتنوعة باعتبار أن عبارات وكلمات سكان الريف تختلف عن حديث سكان المدن الكبرى أو الساحلية.

تأثيرات خارجية


من جهة أخرى، أرجع محدثنا غياب اللغة العربية واستبدالها بلهجات عامية إلى أنّ الدول الخمسة والعشرين التي تعتمدها رسميا لم تكن بالأصل جميعها عربية، بل تعلمت العربية لممارسة الطقوس الدينية بعد دخول الإسلام.

وأضاف أنّ لغة القرآن انتشرت على امتداد قرون قبل التغيرات الجيوسياسية والتي تؤكّد أهمية اللغة كأحد أهم مقومات نهضة الشعوب ووعاء معارفها من خلال حملات الاستعمار العسكري والفكري الذي حوّل وجهة اللغة بعد تزويجها من لغات المستعمر، وفق قوله.



كما أكدّ الرقيق، أنّ جميع العلوم والمعارف أصبحت تنتجها دول لا علاقة لها بالعرب ولا لغتهم وبالتالي ستكون السلطة الفكرية والمعرفية للغات التي تنتجها وسيكون من البديهي أن لا تستخدم أي دولة العربية، وفق تعبيره.

ويؤيده اللغوي التونسي عبد السلام المسدي، في كتابه “العرب والانتحار اللغوي”، الصادر عن دار الكتاب الجديد المتحدة عام 2011: “إننا أمة لا نفتأ نعمل على ضياع هويتنا اللغوية، فاللغات الأجنبية لم تعد العدو الأول للغة العربية، بل حلت اللهجات العامية محلها في هذا العداء الشرس النافذ، إننا ما فتئنا نفسح الأبواب للعاميات كي تغزو الحقول التي تحيا بفضلها العربية”.

مدن تكسر القاعدة


ثلاث أماكن ما زال سكانها يستخدمون اللغة العربية، وفقا لتقرير نشرته قناة “العربية”، المدينة الأولى هي منطقة جبل عكاد والعكوتين المطلة على منطقة الزرائب في اليمن، التي ما زالت الفصحى سارية فيها.
أما الثانية فهي في شمال أفريقيا، إذ تحدث التقرير عن منطقة تامانارت في أكرض الموجودة في المغرب والتي يقدر عدد سكانها بـ 1346 نسمة حسب الإحصاء الرسمي للسكان والسكنى لسنة 2004.

المدينة العربية الأخيرة تقع في المملكة العربية السعودية، وعي قبيلة (فهم) ويقال إنهم “ما زالوا محافظين على لغة قريش التي كانت في صدر الإسلام”.