حول الوضع الوبائي في البلاد، سجلت وزارة الصحة، يوم الثلاثاء 21 أفريل الجاري، 75 حالة وفاة جراء الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد، ليرتفع بذلك العدد الجملي للوفيات في تونس منذ ظهور الوباء إلى 9993 حالة، وتحتل تونس، بهذه الحصيلة، منذ بضعة أشهر، المرتبة الثانية بأفريقيا، على مستوى معدل الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا.

وفي ما يتعلق بلقاح أسترازينيكا، أكد عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا الهاشمي الوزير، أنّ تونس في البداية وبناء على دراسات قررت تخصيص هذا اللقاح لمن يفوق سنهم 60 سنة لأنّ الدراسات أثبتت أن الأعراض الجانبية تظهر عند من هم دون هذه السن، لكن أبحاث جديدة بيّنت أنّ الأعراض تظهر عند هذه الشريحة العمرية، فقرّرت تونس عدم استعمال هذا اللقاح حاليا.

إمكانية غلق الحدود مع ليبيا وفرنسا

وبخصوص الطفرات البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية، أوضح الهاشمي الوزير، خلال مداخلة إذاعية، “أنّ هذه السلالات لديها قدرة على الانتشار أكثر، كما بإمكان أن تكون الإصابات أخطر” .

وأكد أن السلالة البريطانية انتشرت في تونس، قائلا: “اليوم يجب أن نكون يقظين لأن السلالة الجنوب أفريقية كشفت في ليبيا كما تم اكتشاف السلالة البرازيلية في فرنسا”، مضيفا “قد تلجأ الدولة إلى غلق الحدود مع الدولتين وقد تم تداول هذه النقطة في المجلس العلمي منذ يومين وسنتخذ هذا القرار بناء على تطور الوضع”.

الهاشمي الوزير

من جهته أكد وزير الصحة فوزي المهدي، سابقا، أن فرض التحاليل في كل المعابر الحدودية يعود إلى انتشار السلالة الجنوب أفريقية في ليبيا، مشيرا إلى انتشار الموجة الثالثة من فيروس كورونا في كل بلدان العالم و ” تونس ليست بمعزل عن العالم “.

ما هي السلالة الجنوب أفريقية؟

ظهرت السلالة الجنوب أفريقية في أكتوبر الماضي، ولديها تغييرات أكثر أهمية في بروتين نتوءات (التاج) المحيط بالفيروس، وقد وجد الخبراء مؤخرا عددا صغيرا من الحالات المصابة بالسلالة البريطانية التي بها واحدة من هذه التغييرات الأكثر إثارة للقلق أيضا، كما تم العثور على هذه السلالة في 20 دولة على الأقل، بما في ذلك المملكة المتحدة.

وتعدّ هذه السلالة من بين أكثر طفرات الفيروس الحالية خطرا، لأنها قادرة على تجنب الأجسام المضادة التي تستهدف السلالات الأقدم من فيروس كورونا.

كما أظهرت الأبحاث أن لقاح فايزر يمكن أن يكون أقل فعالية ضد سلالة جنوب أفريقيا من فيروس كورونا.

أما بخصوص التلقيح، فقد بلغ عدد الملقحين ضد فيروس كورونا في تونس، منذ انطلاق العملية يوم 13 مارس الماضي، أكثر من 252 ألف فرد، في حين فاق عدد المسجلين في منظومة ” evax” المخصصة في الغرض 1 مليون و203 ألف شخص.

لكن تأثير التلقيح لن يحد من انتشار الفيروس بل هو ناجع لحماية المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة من خطورة هذا الفيروس، حسب تصريح عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا الهاشمي الوزير، كاشفا أن تونس لم تصل بعد للمناعة الجماعية التي تحد من انتشار كورونا.

في هذا الصدد، كان وزير الصحة فوزي مهدي، يراهن على حوالي 200 ألف عملية تلقيح في اليوم، شريطة أن تبدأ كميات اللقاحات في الوصول بانتظام.