جاءت استقالة 113 قيادّيا من حركة النهضة صباح السبت 25 سبتمبر 2021، إعلانا رسميا عن تشظيّ الحزب بعد حالة التخبّط التي عاش على وقعها منذ إعلان رئيس الجمهورية تفعيل الفصل 80 من الدستور مساء 25 جويلية 2021. فهل هي نهاية الإسلام السياسي في آخر معاقله وإعلان نهاية عهده؟
مقدّمة لتأسيس جديد
في هذا الصّدد، قال الباحث في الجماعات الإسلامية، والأستاذ بجامعة منوبة، عليّة العلّاني في تصريح لـ”JDD Tunisie”، إنّ خطوة الاستقالة الجماعية داخل حركة النهضة لها عدّة دلالات. أوّلا، أنّها بمثابة إعلان نهاية أسطورة “النهضة” كحزب جماهيري أوّل في البلاد. ثانيا، نهاية حقبة رئاسة راشد الغنوشي بشكل مهين لزعيم الحركة.
وشدّد أنّ استقالة القيادات الـ113، والمرجّحة للارتفاع، مقدّمة للإعلان عن تأسيس حزب جديد لاستعادة قواعد الحركة المحبطة والتي قد تتناثر في الفترات القادمة مضيفا أنّ المجموعة الغاضبة لا تحمل اختلافا فكرّيا مع البقيّة لكن لهم اختلاف تنظيمي وأولوياتي في الاستراتيجيا.
وأكّد العلّاني أنّ المستيقلين يحملون أيضا إيديولوجيا الإسلام السياسي ويتمسكون بها وهو مايفسّر هذه الاستقالة المتأخرة التي جاءت بعد أن تأكّدوا أنّ اسم “حركة النهضة” أصبح مفّرا للرأي الخلق وبالتالي سيبحثون عن خلق إطار جديد للعودة إلى السّاحة خاصّة أن حركة النهضة ستواصل على الأقل في دورتين قادمتين كمعارضة في السلطة التشريعية إذا تمّ إجراء انتخابات.
عوامل قلّصت النّفوذ
في السياق ذاته، أشار عليّة العلّاني إلى أنّ المستقيلين من حركة النهضة كانوا أيضا مدفوعين بعدّة عوامل قلّصت من نفوذ الإسلام السياسي أوّلا العامل المحلّي فالخلاف مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الذي يحظى بدعم شعبي، أدّى إلى حَشر الحركة في الزاوية. أمّا العامل الثاني فيتعلّق بتراجع الإسلام السياسي إقليميا إثر خسارة العدالة والتنمية للانتخابات التشريعية في المغرب وضمور حركاته في ليبيا.
وتابع أنّ العامل الدّولي كان حاسما أيضا باعتبار أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وحلافاءها بدأت تتحسّس آثار الخطر القادم من الصّين فأصبح دعم الإسلام السياسي يمثّل عبئا على استراتسجياتهم الوطنّية. مشيرا إلى تصريح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في ذكرى هجمات 11 سبتمبر قبل نحو 3 أسابيع الذي حذّر فيه من أن “الإسلام السياسي” لا يزال يشكل تهديدا “من الدرجة الأولى” وبشكل متنام على الأمن في العالم.