من المقرر أن تعقد الانتخابات الرئاسية الليبية الأولى من نوعها بعد عشر سنوات من الصراعات و تشتت المشهد السياسي الليبي في 24 ديسمبر 2021، وسط طرح العديد من الأسماء السياسية والعسكرية المرشحة لنيل منصب رئيس الدولة الذي سيكون أمامه تحديات كبرى تتمثل أبرزها في تركيز الأمن و السلم الوطني وتحرير البلاد من مظاهر التفرقة، هذا بالإضافة للتحديات الاقتصادية و المضي قدما في برنامج إعادة إعمار ليبيا.
أهم المترشحين للرئاسة
عاد المشير خليفة حفتر من جديد ليظهر كفاعل في الساحة السياسة الليبية عقب إعلانه الرسمي عن تعليقه مهامه العسكرية و تعيين نائب له في منصبه، و في حال لم يتم انتخابه يعود في الإبان إلى منصبه العسكري بحسب القانون الانتخابي الجديد، من جانبه أبدى سيف الإسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي خلال حوار مع جريدة “نيويورك تايمز” خلال شهر جويلية 2021 بعد اختفاء دام حوالي العشر سنوات عن نيته لاستعادة ليبيا على حد تعبيره الشيء الذي دفع البعض للاعتقاد أن سيف الإسلام القذافي سيعلن قريبا عن ترشحه لمنصب رئيس البلاد خاصة وأن نجل القذافي لا يزال يحظى بشعبية لدى بعض الليبين على حسب تعبير محدثتنا هاجر الفيتوري وهي صحفية ليبية مختصة في الشأن السياسي، و أضافت الفيتوري أن فئة من الشعب الليبي أصيبت بالاحباط جراء المشهد ما بعد 2011 ما من شأنه أن يعيد سيف الإسلام كفاعل في الساحة السياسية مستقبلا.
من جانب آخر تحدثت مصادر إعلامية عن إمكانية ترشح رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للانتخابات الرئاسية، و بسحب الثقة من حكومته يوم 22 سبتمبر 2021 من المنتظر أن يكون عبد الحميد دبيبة ضمن قائمة المترشحين لرئاسة ليبيا في حالة تغيير القانون الانتخابي الذي يمنع حاليا دبيبة من الترشح للرئاسة نظرا لتقلده منصبا سياسيا في فترة ماقبل الانتخابات بثلاث أشهر.
ليبيا محتاجة إلى شخصية توافقية
وفي السياق ذاته أكدت محدثتنا على ضرورة اختيار الليبيين، لشخصية توافقية قادرة على الجمع بين الليبيين و إعادة التوازن صلب المجتمع الليبي الذي عانى ويلات الحرب التي أودت بحياة الآلاف من الليبيين ونسفت المدن على حد تعبيرها.
وذكرت محدثتنا أن الانتخابات الرئاسية الأولى من نوعها في تاريخ ليبيا بإمكانها أن تحسم جل الصراعات السياسية شرط فوز شخصية يجمع عليها أغلب الليبين بكافة أطيافهم وتفكيرهم، وتكون أبرز التحديات لديها اقتصادية بحتة.