واصلت أشغال الجلسة العامة ليوم الخميس 15 جويلية 2021، النظر في مشروع قانون يتعلّق بمجلة المياه عــدد 66/2019، بحضور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بالنيابة محمد الفاضل كريم.
من أهم الإصلاحات المدرجة في الصيغة المعدلة والمصادق عليها من طرف اللجنة، سيطرة الدولة على قطاع المياه باعتباره أمنا قوميا وإبعاده عن مسار الخوصصة، ضمان المساواة في الحق في الماء والصرف الصحي للجميع عبر إلغاء المجامع المائية، وتوحيد احتساب تعريفة المياه دون تمييز بين الوسط الريفي والحضري.
كما تم التشديد في عقوبات الاعتداء على الملك العمومي للمياه لحمايته والمحافظة على استدامته.
النائب عن كتلة الإصلاح الوطني حاتم المانسي قال “التوانسة عطاشى، وأنا في داري معنديش ماء”، وذلك خلال الجلسة العامة اليوم، مشيرا إلى أن أرياف مدينة سليانة ومدنها لا يوجد فيها مياه، ومن المفارقات أن المناطق التي لها ذروة في كميات المياه، تعاني من نقص في المياه”.
منسّق المرصد التونسي للمياه علاء الدين المرزوقي أوضح في تصريح سابق لـ”JDD Tunisie” إن مشروع مجلة المياه محمل بعديد المخاطر التي تهدد استدامة الموارد المائية وحوكمتها الرشيدة، وذلك من خلال تضارب مواقف السلط المتداخلة في قطاع المياه من جهة والتحولات التي شهدها مشروع مجلة المياه من جهة أخرى في ظل أزمة العطش الحقيقية التي تعيشها أغلب مناطق الجمهورية.
خارطة العطش في تونس
تعرف عديد الولايات في تونس، على غرار القيروان وصفاقس وقفصة انقطاعات متكررة في التزود بالمياه الصالحة للشراب، وسط تحذيرات من انفجار الوضع الاجتماعي نتيجة “أزمة العطش”.
وفق إحصائيات العطش لشهر جوان 2021، فإن التبليغات المواطنية للمرصد التونسي للمياه بلغت 354، تراوحت بين 63 احتجاجا و 271 انقطاعا متكررا للمياه.
واحتلت ولاية قفصة المرتبة الأولى ب 32 انقطاعا خلال شهر واحد، تليها صفاقس ب 28، ثم القصرين وبن عروس والقيروان ومدنين بمعدل 22 انقطاعا خلال شهر جوان.
وبالنسبة للولايات التي سجلت أقل معدل انقطاع للمياه، نذكر منها ولاية قبلي (3 تبليغات في شهر)، تليها تونس ومنوبة وأريانة (بين 4 و7 تبليغات في شهر).
الموارد المائية في تونس
الإيرادات المائية خلال سنة 2021، تراجعت بنسبة 43 بالمائة عن المعدل المعتاد، حيث كشف وزير الفلاحة والموارد المائة والصيد البحري، بالنيابة، محمد الفاضل كريم، أن ولايات نابل والمنستير وسوسة والمهدية وصفاقس، ستشهد عجزا مائيّا يقارب 18 بالمائة مقارنة بــ12 بالمائة السنة الفارطة.
تعد تونس من بين أكثر دول إفريقيا جفافا و تتميز بموارد مائية محدودة، حيث يتراوح متوسط هطول الأمطار السنوي من أقل من 100 ملليمتر في السنة (ملم/ السنة) في الجنوب إلى 1500 ملم/ السنة في الشمال الغربي، وفق موقع “Fanack” حول المياه.
ويبلغ إجمالي موارد المياه السطحية 2,700 مليون متر مكعب وتتوزع بين مستجمعات المياه الرئيسية في البلاد على النحو التالي يغطي الشمال حوالي 26 بالمائة من إجمالي مساحة البلاد، ويوفر المياه السطحية المنتظمة وذات الأهمية والتي تم تقييمها بـ2,190 مليون متر مكعب من الأحواض الرئيسية لنهر مجردة (1000 مليون متر مكعب/ السنة)، وأقصى الشمال (585 مليون متر مكعب/ السنة).