على خلفيّة تزايد عدد الحالات الخطيرة المصابة بفيروس كورونا في تونس، خلال الأسابيع الأخيرة برزت منصة التواصل الإجتماعي “فايسبوك” كسوق لتجارة أجهزة التنفّس بسبب ندرتها وشحّها.

تأجير وبيع

علياء إحدى الناجيات من الموجة الثالثة التي اجتاحت تونس تقول لـ”JDD Tunisie”، إن طبيبها المباشر طلب منها الاستعانة بجهاز تنفس طبي لمساعدتها على تجاوز نوبات ضيق التنفس التي تصيبها بعد أن احتل الفيروس رئتيها.





تروي علياء أنها حاولت جاهدة الحصول على الجهاز من أحد المصحات أو المراكز الطبية دون جدوى فاضطر زوجها لنشر طلب عاجل على إحدى صفحات فايسبوك فانهالت عليها عروض الكراء بأسعار متفاوتة بتراوحت بين 500 و900 دينار.


ويُخضِع صندوق التأمين على المرض تأجير أجهزة التنفس لتعريفة في حدود 250 ديناراً للشهر الواحد، إذ يُعوَّض المرضى بالكامل عن هذا المبلغ. في المقابل، يرتفع سعر السوق إلى أكثر من 1000 دينار، وقد يصل إلى ألف و500 دينار في المناطق التي تشهد ضغطاً كبيراً في المستشفيات وتزيد فيها الحـاجة إلى استعمال أجهزة المساعدة على التنفس في البيت.
محدثتنا أكدت أن تجربها المريرة مع المرض كشفت لها غياب الرقابة الاقتصادية والصحية على هذا المجال خاصة بسبب الانشغال بحالة الاكتضاض التي تعيشها المصحات والمستشفيات مما دفع بعض الشركات والأفراد إلى استغلال حالة الفوضى والمضاربة بصحة الناس، على حد قولها.

المجتمع المدني ينقذ الموقف

لعب فايسبوك أيضا دور الوساطة بين الجمعيات الخيرية الناشطة في تونس ومستحقي آلات التنفس الصناعي، فتضع الأولى على ذمة مرضى كوفيد عشرات الأجهزة التي تقتنيها بفضل تبرعات المواطنين.



وأكدّ رئيس جمعية ينابيع الخير لـ”JDD Tunisie”، أنّ الإشكال يكمن في عدم توفر الآلات بالكميات اللازمة لذلك تضطر الجمعية لاقتناءها بأسعار مضاعفة في سبيل إعطائها مؤقتا للمرضى الذين لا يقيمون بالأقسام الطبية والذين تتطلب حالاتهم ذلك، بصفة مجانية.