مازالت الجائحة في مستوى مرتفع رغم التراجع النسبي للمصابين ولعدد الموتى وخاصة للمرضى في أقسام الإنعاش والتنفس الاصطناعي بما يفيد أن المرور إلى السرعة القصوى في التلقيح هو الحلّ الوحيد للحدّ من الآثار الصحية والاقتصادية لهذه الجائحة.

وما يمكن التساؤل عنه في هذا الإطار: ما هي الفئات الأكثر عرضة للخطر؟ وكيف تمّ إدراج أولويات من لهم أحقية التطعيم ضمن منظومة Evax؟

وضعت وزارة الصحّة لعدّة اعتبارات، أولويات للتلقيح تبدأ بالإطار الصحي وتتواصل مع كبار السّن ثم مع حاملي الأمراض المزمنة ثم الأجهزة الأساسية للدولة.

ولكن منذ أيام عديدة تمّ الحديث عن أولويات معينة جديدة كالمربي والصحفيين… وتغافلوا من جديد عن الفلسفة الأساسية وهي تلقيح كبار السّن وأصحاب الأمراض المزمنة أو ذوي الإعاقة.

فلسفة التلقيح الواسع لا تهدف في البداية إلى حماية مهنية، سوى المهن الطبية وشبه الطبية لأنها العمود الفقري لهذه العملية، والمقصد ليس الإذعان لهذه المهنة أو تلك، بل إنقاذ ما يمكن من حياة التونسيات والتونسيين الأكثر عرضة لهذا الوباء والأكثر هشاشة صحية واجتماعية.

عبّرت الكاتبة العامة للمنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بوراوية العقربي لـ”JDD tunsie” عن استيائها من غياب استراتجية واضحة لوزارة الصحة لتفسير عملية التسجيل والتلقيح ضد فيروس كورونا بالنسبة لذوي الإعاقة والأخذ بعين الاعتبار بخصوصياتهم واحتياجاتهم، وصفته بغياب الدولة في توفير حاجياتهم ومستلزمات الوقاية من الفيروس خلال فترة الحجر الصحي الشامل في ظل غياب المرافقين.


كما ندّدت بعدم تشاور اللجنة العلمية لمكافحة فيروس « كورونا » ووزارة الصحة مع مختلف المنظمات والجمعيات التي تمثل الفئات المهمشة في المجتمع عند إعداد الاستراتجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19، وذلك من أجل ضمان حق الأقليات في التلقيح وتوفير الآليات المناسبة للتسجيل بمنظومة « evax ».

كما لفتت العقربي، إلى الغياب التام للومضات التحسيسية المخصصة لذوي الإعاقة من أجل تحفيزهم على التسجيل بالمنظومة المخصصة للغرض والاقتصار على فئات أخرى من المجتمع لا ينتمون إليها، حسب وصفها.

وفي نفس الإطار أفاد رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا ،مدير معهد باستور، الهاشمي الوزير لـ “JDD tunisie” أن أولوية التلاقيح تُمنح لحاملي الأمراض المزمنة وكبار السّن، مشيرا إلى أن حملة التلقيح شملت المصابين بأمراض مزمنة فقط من ذوي الإعاقة.

وأفاد بأن تونس قد اتّبعت التمشي في أولوية التلقيح جل بدان العالم، الذين أولوا اهتماما أكثر لحاملي الأورام السرطانية وأمراض القلب والسُّكري وكبار السنّ وذوي الهشاشة، وأضاف أنه مع استلام تونس لدفعات جديدة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا سنواصل حملة التلاقيح لجميع الطبقات وحسب الأولوية المستوجبة.