اشتكى تونسيون خلال السنوات الماضية تغيّر لون لحم الأضاحي في العيد بعد ذبحها ما أثار عدّة أقاويل بخصوص المراقبة الطبية القبلية ومدى التزام الدولة بفحص المواشي المعروضة للبيع.
في هذا الإطار، يقول عميد البياطرة الدكتور أحمد رجب لـ”JDD Tunisie”، إنّ الكشف عن عدة أمراض تصيب المواشي غير ممكن بالعين المجردة مؤكّدا أن عدة أمراض تنتقل من الإنسان إلى الحيوان دون أن تظهر عليه علامات جلدية من بينها الحمى المالطية وداء الكلب.

وأشار إلى أنّ الحمّى المالطية مثلا تنتقل عبر الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة أو إفرازات هذه الحيوانات (نسيج، دم، بول، إفرزات مهبلية، أجنة مجهضة وبالأخص المشيمات) من خلال وجود شقوق في الجلد أو عن طريق الهواء في الحظائر والإسطبلات.


من جهة أخرى، أكّد العميد أحمد رجب أنّ ذبح المواشي بعد إعطائها مضادات حيوانية ممنوع وفق القانون قبل مرور 10 أيام على انتهاء مدة العلاج باستعمالها، كما لا يجب استهلاك حليب الأبقار التي تلقت مضادات حيويّة.

وفسّر محدّثنا أن هذا النوع من الأدوية ينتقل إلى الإنسان بمجرد استهلاكه لحم الخرفان أو البقر أو الماعز أو الدجاج التي تلقت مضادا حيويا وبالتالي تكتسب بكتيريا جسم الإنسان مناعة لمقاومة المضادات الحيوية.

وأضاف أن هناك خطرا متفاوتا يتمثّل في فقدان نجاعة أي أدوية قد يستعملها الإنسان في المستقبل وقد تكون المناعة متوسطة المدى أو خطيرة حيث لن يجد أي مضاد حيوي نفعا ضد أي مرض قد يصاب به في المستقبل بسبب اللحوم التي يستهلكها.



وبيّن أنّ مواطنين كانوا تذمروا قبل سنوات من اخضرار الأضاحي بعد ذبحها في عيد الأضحى موضّحا أنّ ذلك يعود إلى عدم إعطائها الوقت الكافي للهضم مما يجعل الفضلات تعود إلى العروق وتتنقل إلى العضلات مما يتسبب في نوع من التعفّن وبالتالي تصبح غير صالحة للاستهلاك.

ونبّه إلى ضرورة اقتناء الخرفان من النقاط المراقبة من الدولة تجنّبا للوقوع في مشاكل صحية ناجمة عن استهلاك لحم الأضاحي القادمة من جهات غير معلومة ما يضاعف إمكانية إعطائها أعلافا غير مطابقة للمواصفات، في ظل ارتفاع أسعارها، أو أدوية غير مناسبة.

وفسّر العميد أحمد رجب أن بعض مربي المواشي يستعملون بذورا غير صالحة قد تتخمر داخل معدة الحيوان وأمعائه وتسبب تكاثر البكتيريا، التي تطلق غازات تساهم في تضخم بطنه مما يجعله يظهر للمشتري أكبر حجما.


وأضاف أنّ الإفراط في استهلاك هذه الأعلاف قد يتسبب في نفوق الحيوان، كما أن المضادات الحيوية والفيتامينات الموجودة في العلف تنشط الخلايا التي تحتاج لطاقة أكبر وبهذا تُفتح شهية الكبش لاستهلاك كميات كبيرة من الأعلاف خلال أسبوع واحد بدلا من شهر، وهذا ما يسرّع نموه خلال وقت قصير.