أثارت وثيقة امتحان في دورة الباكالوريا البيضاء موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث جاءت Bac Blanc بصيغة خاطئة “Bac blanche”، ما دفع المندوبيّة الجهوية للتربية بسوسة إلى التوضيح أنّ صاحب الفرض أستاذ أجنبي يدرّس اللغة التركية ولا يحسن الفرنسية واجتهد بنفسه في الصياغة.
توضيح مندوبية التربية زاد من تعقيد الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي من مجرد سخرية إلى انتقادات بشأن جدوى تدريس اللغة التركية في تونس.

اتفاقية بين تونس وتركيا منذ 2012


انطلقت تونس في تدريس اللغة التركية بداية من السنة الدراسية 2012/2013 بعد اتفاق عقده الرئيس التركي ووزارة التربية أثناء زيارة كان أداها إلى تونس في مارس 2012 وتحديدا إلى معهد الصادقية، الذي أسسه المصلح خير الدّين باشا، وكانت تونس إبانها خاضعة لحكم السلطنة العثمانية.


واعتُبرت زيارة الرئيس التركي حينها إلى المعهد الصادقي ذات رمزية ودلالات كبيرة في علاقة بـ”إحياء الأتراك لأمجاد الدولة العثمانية”.


وأصبحت منذ تلك السنة ضمن الاختيارات التي يمكن للتلميذ أن يدرسها، من بين المواد الاختيارية، وهي اللغات الأجنبية غير المعتمدة في التعليم الأساسي كالألمانية والإسبانية والروسية، ومن المواد الاختيارية كذلك التربية الموسيقية.


عبد اللطيف عبيد وزير التربية الأسبق

وزير التربية الأسبق عبد اللطيف عبيد برّر هذا القرار بكون التركية لغة حية وعصرية وأن تدريسها يدخل في إطار مزيد من الانفتاح على الشعوب، إلّا أن خلفه ناجي جلول قرّر حذف هذه اللغة سنة 2016 بسبب قلة التلاميذ الراغبين فيها، قبل أن يقرّر إعادتها في الموسم الدراسي اللاحق.

من يدرّس التونسيين التركية؟


نصّ الاتّفاق بين الدولتين التونسية والتركية عام 2012 على تكفل تركيا بتوفير المدرّسين ودفع أجورهم وتأمين إقامتهم وإعاشتهم كما وفرت 40 منحة جامعية للدراسة في تركيا في اختصاصات مختلفة.

وفي جانب آخر تكفلت تركيا بتكوين 10 تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 سنة مجانا وبصفة مكثفة في اللغة التركية لمدة 8 ساعات أسبوعيا وطيلة خمسة أشهر واختيار 5 تلاميذ منهم للمشاركة باسطنبول باسم تونس في الدورة العاشرة للأولمبياد التركية.

وقالت مصادر من وزارة التربية لـ”JDD Tunisie” إنّ 10 أساتذة يقدّمون دروس اللغة التركية في العاصمة وفي 10 ولايات أخرى لحوالي 400 تلميذ.