يحقّق مسلسل “الفوندو” الذي يبث يوميا على قناة الحوار التونسي نجاحا جماهيريا نظرا لنسب المشاهدة العالية سواء على شاشات التلفاز أو على موقع يوتيوب حيث تصل بعض الحلقات إلى تجاوز المليون مشاهدة.
“الفوندو” من إخراج سوسن الجملي ومن بطولة نضال السعدي ونعيمة الجاني وكمال التواتي الذي نجح في أداء دور “المرّوكي” بشهادة النقاد والمتابعين، يثير الكثير من الجدل حيث تتواصل النقاشات على صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص هويّة القاتل بعد أن قضى البطل يحي الدويري (نضال السعدي) 20 سنة سجنا ظلما في جريمة لم يقتفرها.

ما يثير الجدل أيضا في هذا المسلسل هو معنى عنوانه “الفوندو”.
هو مُصطلَحٌ في اللهجة التونسيّة يُطلَقُ على الأشياء الثمينة الأصلية ما أصل الكلمة؟ وكيف ارتحلت إلى اللغة الموسيقيّة؟

أصل كلمة “فوندو” إيطالي وتعني العميق دخلت اللهجة التونسية بداية القرن العشرين مع هجرات الإيطاليين واستقرارهم بأحياء العاصمة تونس.
ولأنّ كلمة فوندو تحيل على معاني العمق أطلقها التونسيون على كلّ شي ثمين تفنّن صاحبه في صنعه تحفا أو مجوهرات، وكلّ ما كان صنعه دقيقا ومكوناته جيدة، فيقال مثلا “حرير فوندو” و”ذهب فوندو”.
واقترن المصطلح في المخيال التونسي بالذوق الرفيق والإتقان لذلك أطلقه الموسيقيون على الأغاني التونسية القديمة ذات الكلمات والألحان المتجذرة في عمق الثقافة التونسية منها أغنية الأيقونة صليحة فوندو “فراق غزالي”.