سلسة الاعتداءات اللّفظية والجسدية على الإطارين الطبي وشبه الطبي دون استثناء، ما زالت متواصلة داخل المستشفيات والمراكز الصحية سواء في القطاع العام أو الخاص، رغم مطالبة نقابات القطاع الصحي بانتداب أعوان حراسة لحماية هذه المنشئات الصحية.

وهذه الانتهاكات من شأنها أن تدفع الأطباء إلى الهجرة إلى دول أخرى للعمل في ظروف أفضل، على غرار ألمانيا التي باتت مؤخرا تستقطب الخبرات والكفاءات التونسية في مجال الطب والمجالات العملية بصفة عامة.

وزارة الصحة

اعتداءات مختلفة طالت عددا من المستشفيات والإطارات الطبية وشبه الطبية، استنكرتها وزارة الصحة في أكثر من مناسبة واعتبرتها عملا إجراميا، من شأنه أن يهدد القطاع الذي أصبحت دول عديدة تقتدى به وتسعى إلى استقطابه بأغلى الأثمان.

وأعربت الوزارة عن إدانتها لكل أشكال العنف المسلط على الملك العمومي ومختلف الأسلاك العاملة بالمؤسسات الصحية، مجددة تضامنها مع ضحايا الاعتداءات وحرصها على السلامة الجسدية للعاملين بها وتتبع الجناة عدليا ومحاسبتهم.

المنظمة التونسية للأطباء الشبان

ومن جانبها نددت المنظمة التونسية للأطباء الشبان بدورها بالاعتداء الذي تعرض إليه الطاقم الطبي بين 23 و 24 أكتوبر 2020، من قبل مجموعة من الأشخاص وصفتهم بـ “المجرمين”، حيث قاموا باقتحام قسم استعجالي الرابطة بباب سعدون، داعية الإدارة العامة للمستشفى المذكور إلى تحمل مسؤوليتها في تتبع الجناة قضائيا.

وحذرت المنظمة من عملية الابتزاز التي يتعرض لها الطبيب المقيم حيث تقول إن: “تحذير المسؤول الذي يحاول الضغط على الزميل الطبيب المقيم من أجل إسقاط الدعوى باعتبار أن المعتدين أصدقاء لهذا المسؤول ونحمله مسؤولية أي تهديد أو ابتزاز يتعرض له زميلنا”.

الجامعة العامة للصحة

وفي سياق متصل، استنكرت الجامعة العامة للصحة، إعطاء والي القصرين الأوامر بقمع بالإطارات الطبيّة وشبه الطبيّة عوضا عن الإحاطة بهم وتوفير الظروف الملائمة للعمل والحماية من العدوى وفق المقاييس المتفق عليها قطاعيا، منددة باعتداءات قوات الأمن على الإطارات الطبية وشبه الطبية، بالمستشفى الجهوي بالقصرين على خلفية احتجاجهم على تأخر نتائج تحاليلهم حول كوفيد 19 وخوفهم من الإصابة بالفيروس.

اعتداءات بالجملة والأطباء يلجؤون للهجرة

ورغم التنديدات والاحتجاجات المطالبة باتخاذ كل التدابير الأمنية لتأمين المؤسسات الاستشفائية وتكثيف الدوريات حول أقسام الاستعجالي من أجل الحد من هذه الظاهرة، إلاَّ أن الاعتداءات على الجيش الأبيض ما زالت متواصلة إلى غاية اليوم، حيث تعرّض طبيب وعدد من الممرضين بالمستشفى الجامعي ابن الجزار بالقيروان في يومي السبت والأحد 3 و 4 أفريل 2021، إلى الاعتداء من قبل أقارب امرأة متوفية بعد إصابتها بفيروس كورونا واتهامهم بالتقصير والإهمال.

وعمد أقارب المتوفاة إلى تهشيم بعض المعدات والتجهيزات بقسم كوفيد 19 ومحاولة تهريب جثمان قريبتهم بالقوة، وفق ما ذكره موقع موزاييك أف أم.

فيما تعرض قسم كوفيد بالمستشفى الجهوي بتطاوين في مارس 2021، إلى التخريب وتهشيم محتوياته، إثر تسجيل حالة وفاة، إضافة إلى الاعتداء بالعنف على الإطار الطبي وشبه الطبي من قبل أقارب أحد المتوفين، وفق ما نقله موقع تونس الرقمية.

وفي ديسمبر الماضي تم كذلك الاعتداء على الطاقم الطبي بمعهد المنجي بن حميدة لطب الأعصاب بتونس والأرقام ما زالت مرتفعة في ظل غياب استراتيجية أمنية محكمة للحد من تنامي هذه الظاهرة.

وضع جعل نسق هجرة الأطباء في ارتفاع مخيف فقد وصل عدد الأطبّاء المهاجرين في سنة 2018 إلى 630 طبيبا وفي سنة 2019 إلى 914 طبيبا ومن المتوقع أن أن يتجاوز 2700 طبيب سنة 2022 رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطبّاء الدكتور منير يوسف مقني، ممّا قد يؤثّر حتما على التّوازن الحالي وقد يجعل تونس في حاجة ماسّة إلى استجلاب الأطبّاء من الخارج لتأمين الحاجيّات الأساسيّة للخدمات الطبّية.

ارتفعت في السنوات القليلة الماضية ظاهرة الاعتداءات على العاملين بالمؤسسات الاستشفائية ليبلغ عددها خلال 3 أشهر فقط من سنة 2011 أكثر من 800 اعتداء بالعنف الجسدي دون اعتبار العنف اللفظي والاعتداء على التجهيزات الطبية.