يعد القطاع الفلاحي في تونس ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، لكن ما يواجهه من صعوبات سينعكس سلبا على الإنتاج والإنتاجية.

ولإنجاح موسم الحبوب، وجب التحضير له مسبقا، وتحديدا منذ شهر ماي من كل سنة، وتوفير كل المستلزمات التي يحتاجها، لتكون المحاصيل متوفرة بالكمّ المطلوب والجودة العالية.

وتوقع نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري معز بن زغدان، في تصريح لـ “JDD”، أمس الأربعاء 3 مارس 2020، تسجيل نقص، في موسم الحبوب لسنة 2021، بحوالي 50 بالمائة، مقارنة بالموسم الماضي، نظرا لغياب الأسمدة على غرار مادة الـ”DAP”، التي يستعملها الفلاح في بداية الموسم، ثم مادة الأمونيتير التي تحتاجها الزراعات الكبرى في مرحلة ثانية، محملا سلطة الإشراف، المسؤولية في عدم توفرهما،وفق قوله.

معز بن زغدان نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري

كما أضاف أن أزمة الحبوب ستكون لها انعكاسات سلبية على الفلاح أولا والمستهلك التونسي ثانيا، موضحا أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الدوري للجنة المشتركة 5+5 بين الحكومة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المنعقد يوم الثلاثاء 2 مارس الجاري، على إقرار الزيادة في أسعار قبول الحبوب لهذا الموسم مع ضبط النسب خلال جلسة مشتركة تعقد في الغرض، مع الإسراع بمراجعة سلم تسعيير الحبوب بصفة استثنائية خلال موسم الحصاد القادم.

موعد تقييم خسائر موسم الحبوب

وأكد بن زغدان أن تقييم خسائر الزراعات الكبرى من الحبوب، يكون في منتصف شهر أفريل، من خلال تكوين لجان تجمع بين سلط الإشراف واتحاد الفلاحة، لحصر الأضرار وتحديد التعويضات للفلاحين، البالغ عددهم تقريبا 600 ألف في مختلف مناطق الجمهورية.

ومن بين النقاط الأخرى التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع الدوري لـ5+5، تجنب توريد المنتوجات الفلاحية مع تشديد الرقابة الصّحية، حيث أفاد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أن مقاربة الاتحاد فيما يتعلق بملف التوريد، شمولية، وتقوم على الاستشراف وليس على الطوارئ.

مركز تجميع حبوب

واعتبر محدثنا، أن خيار التوريد يتم اللجوء إليه بالاستناد إلى مقاربة تشاركية، تجمع مختلف الأطراف المتدخلة في القطاع، والتنسيق فيما بينهم لجلب تلك المواد، حتى لا تهدد صحة وسلامة المستهلك التونسي، وفق تعبيره.

هذا وطالب الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في وقت سابق، بإيقاف توريد الخضر والتحقيق في دخول 1600 طن من الخضر من مصر، موضحا أنّ وزارة التجارة أخلّت باتفاقات سابقة مع المنظمة الفلاحية تقضي بتوقف عمليات توريد الخضر وسمحت بتوريد الخضر من مصر التي شددت عديد الدول القيود على منتوجاتها بفعل المياه المستخدمة عند الري.

واردات تونس من الحبوب سترتفع بـ 20 % خلال الموسم القادم

سترتفع واردات تونس من الحبوب لموسم 2020- 2021، إلى 3.8 مليون طن، أي بنسبة 20 %، مقارنة بالموسم الماضي، وذلك وفق ما أورده تقرير عن منظمة الأغذية والزراعة ‘فاو’، مرجعة ذلك إلى التوقعات بتراجع محصول الحبوب بواقع الثلث هذا العام.

وللإشارة فقد سجلت تونس رقما قياسيا في الحصاد، العام الماضي، وصل إلى 2.4 مليون طن، فيما تتوقع المنظمة تسجيل رقم يقارب المستوى المتوسط عند 1.5 مليون طن لهذا العام.

2021 السنة الدولية للفواكه والخضر

وتخصص تونس معظم أراضيها الزراعية الخصبة لزراعة القمح، وتستورد أساسا، القمح اللين والشعير، وتهدف للوصول بالإنتاج المحلي من الحبوب إلى 2.7 مليون طن سنويا، علما وأن الزراعة تمثل قرابة 13 % من الناتج المحلي الإجمالي في تونس.

وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2021، ‘السنة الدولية للفواكه والخضروات‘، وهي فرصة فريدة من نوعها للتوعية بأهمية الدور الذي تضطلع به الفواكه والخضروات في تغذية الإنسان، والأمن الغذائي والصحة، وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وفق ما ورد في الموقع الرسمي للمنظمة.