كورونا أو ما يسمى بكوفيد 19 فيروس صغير الحجم لدرجة أنك بالكاد تراه مجهريا لكنه استطاع التحكم في عالم بأسره، هذه الجائحة ظهرت للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية بداية شهر ديسمبر 2019، لتجتاح بقية دول العالم وتوجه ضربة موجعة للاقتصاد، وتخلف تداعيات سلبية على جميع الأصعدة.
تعقيد الحياة الاجتماعية
من جانبه قال المختص في علم الاجتماع، صلاح الدين بن فرج، في تصريح لـ”JDD” يوم الأحد 21 مارس 2021، إن جائحة كورونا أعادت صياغة العلاقات الاجتماعية وفرضت على الأشخاص أنواعا من السلوك لها أبعاد ثقافية تتمثل في السلوكيات التعبيرية ”كاللمس والتقبيل” ودفعت إلى مراجعة العلاقات المباشرة بين الأقارب وأفراد العائلة والجيران أوالعلاقات غير المباشرة وتهم الفضاء العام الذي يجمعنا بأشخاص غرباء عنا نلتقي بهم في الشارع، ونعتمد في علاقتنا بهم أساليب تعامل جديدة كالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
وبين بن فرج أن هذه الظاهرة نتجت عنها حالة من تشنج العلاقات والارتباك السلوكي وباتت ردود الأفعال عليها غير متكافئة مما أدى إلى خلق توترات غير مسبوقة على مستوى العلاقات الاجتماعية، خاصة في فترة الحجر الصحي الشامل التي ساهمت بدورها في ارتفاع نسبة العنف المسلط على المرأة والأطفال وكبار السن في ظل ارتفاع نسبة البطالة بسبب غلق عديد المؤسسات أبوابها وتسريح العمال،وفق قوله.
آثار نفسية
وفي السياق ذاته، أكدت الطبيبة النفسية وفاء بن عاسي، في تصريح لـ”JDD” تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد في تونس على الجانب النفسي للأشخاص، خاصة منهم الذين أصيبوا بهذا المرض أو فقدوا شخصا عزيزا عليهم أو خسروا عملهم بسبب هذه الجائحة، رغم عدم وجود إحصائيات محددة لتداعياتها نفسيا، على حد قولها.
وأوضحت بن عاسي أن مرور الشخص بحالة من الضغط أو الخوف سينجر عنه اضطرابات نفسية تؤدي بدورها إلى الاكتئاب والإصابة بما يعرف بالوسواس القهري.
من جهتها أكدت المتخصصة في مركز الإرشاد النفسي في نابل، حنان زقينة، في تصريحات إعلامية، أن الأعراض والضغوط النفسية والقلق الذي يعيشه البعض يكاد يفوق الأعراض الجسدية التي قد يسببها فيروس كورونا، مبينة أن الشعور بعدم الراحة والقلق يضعفان مناعة الجسم.
وفي ظل هذا الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد التونسية كغيرها من دول العالم تم إطلاق مركز نداء في مجال الصحة النفسية “أحكيلي”، لطالبي الرعاية النفسية دون استثناء العمر أو الجنس أو الحالة الاجتماعية وبتسعيرة مناسبة (650 مليم للدقيقة الواحدة) طيلة أيام الأسبوع من منتصف النهار إلى حدود منتصف الليل، وفق ما ذكره موقع جمعيتي.
تداعيات اقتصادية
قال الوزير الأسبق للتجارة والخبير الاقتصادي، محسن حسن في تصريح لـ “JDD” إن لجائحة كورونا في تونس تأثيرات سلبية على الوضع الاقتصادي على غرار تراجع نسبة النمو وانكماش الاقتصاد بنسبة 8.8 بالمئة سنة 2020، إلى جانب تراجع جل القطاعات الاقتصادية ما عدى القطاع الفلاحي.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن جل القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالخارج وقطاعات النقل الجوي والسياحة والصناعات التصديرية وصناعة مكونات السيارات والطائرات تراجعت وذلك لتراجع الطلب العالمي، هذا إلى جانب تدهور قطاع النسيج وقطاعات داخلية أخرى كالصناعات التقليدية والمهن الصغرى.
وبين محسن حسن أن من بين النتائج المباشرة لهذه الصعوبات ارتفاع نسبة البطالة في نهاية 2020، لتبلغ 17.5 بالمئة إلى جانب ارتفاع نسبة الفقر في تونس بنسبة 20 بالمئة، موضحا أن أسباب تضاعف تأثيرات الجائحة على الوضع الاقتصادي للبلاد تتمثل في تعرض الاقتصاد لأزمة هيكلية خاصة خلال العشر سنوات الماضية إضافة إلى تراجع عديد القطاعات حيث لم يتجاوز معدل النمو المسجل 0.8 بالمئة هذا إضافة إلى انفتاح الاقتصاد التونسي على الخارج وخاصة على الفضاء الأروبي، مشيرا إلى أنه في صورة وجود أزمة خارجية سينعكس ذلك مباشرة على الاقتصاد التونسي.
سنية خميسي