حجزت وحدات الحرس الوطني يوم 2 مارس نصف طن من لحوم الأبقار الفاسدة داخل مسلخ عشوائي بجهة برج شاكير، مشهد قديم جديد اعتاد التونسيون عليه مع اقتراب شهر رمضان.
الغش والاحتكار إضافة إلى المواد الغذائية التي لا تستجيب لشروط حفظ الصحة أحداث اقترنت بشهر رمضان، شهر الاستهلاك الذي تستعد له وزارة التجارة سنويا بوضع مخازن استراتيجية.

انتعاشة الغش

أوضح الكاتب العام لنقابة الشركة البلدية محمد الولهازي لـ”JDD”، أنّ الاحصائيات تؤكد ارتفاع عدد المخالفات الصحية تزامنا مع شهر رمضان مضيفا أنها فترة تنتعش فيها التجارة الموازية والغش والاحتكار.
وأكد أن أغلب المخالفات يتم تسجيلها داخل محلات عشوائية حيث يعمد المخالفون إلى تحويل محلات سكنهم إلى متاجر لبيع الدجاج واللحوم وخاصة لتحويل الحليب وصناعة الأجبان.


وتابع أنّ التجاوزات لا تتعلق فقط بالمحلات العشوائية فحتى المحلات المرخص لها أيضا يحتكر أصحابها عدة مواد، خاصة الزيت المدعم إلى جانب ظروف التخزين التي لا تستجيب لأدنى شروط حفظ الصحة.

تسممات خطيرة


وفي سياق متّصل أوضح الدكتور محمد الرجايبي لـ”JDD”، أن ّالمواد التي يتم توزيعها خارج المسالك القانونية دون مرورها بالاختبارات اللازمة ودون حصولها على تأشيرة التسويق، قد تتسب في عدة أمراض جلدية أو سرطانية خطيرة إلى جانب نوعين من التسممات.
الأولى تسممات حادة، تكون ناجمة عن استهلاك مواد ملوثة جرثوميا أو كيميائيا بدرجات عالية مما يجعل الجسم يتجاوب بسرعة ويظهر علامات التسمم مثل التقيؤ وارتفاع درجات الحرارة والإسهال، أما الصنف الثاني وهو الأخطر، فهو يتعلق بالتسممات البطيئة التي تنتج عن الملوثات الدقيقة المتأتية من ترسبات المبيدات خاصة وهي ذات صبغة تراكمية أي تظهر نتيجتها بعد استهلاك نوعيات مختلفة من المواد غير الصحية على فترة طويلة.
ونبه الدكتور إلى طريقة عرض المواد الاستهلاكية خاصة تحت أشعة الشمس مؤكدا أن الضوء ودرجات الحرارة تغير في التركيبة الكيميائية مما قد يجعلها سامة.

التونسيون مضطرون


من حانبه، أكّد رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، سليم سعد الله، أنّ البضائع التي تعرض في الأسواق الموازية خاصة في المدن الكبرى والأحياء الشعبية تكون عادة أقل تكلفة من المواد التي تعرض في المساحات الكبرى المراقبة.


وفسر أنه بتدهور القدرة الشرائية للتونسيين أصبحوا مضطرين لاقتناء مواد يعلمون جيدا أنها ليست صحية ولا تستجيب لأدنى الشروط باعتبار أنهم لا يقدرون ماديا على التبضع من الفضاءات التي تقدم مواد نظيفة ومصدرها معلوم.
وأشار إلى أنّ ثقافة المقاطعة ما زالت غائبة لدى التونسيين مما يجعلهم تحت ابتزاز التجار المحتكرين والذين يعملون على استغلال شهر رمضان لترويج بضائعهم المخزنة منذ أشهر.