بعد مرور أكثر من عام على انتشار فيروس كورونا، لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن الفيروس، وعن كيفية تأثيره على من يصابون به.
حيث يعاني بعض مرضى فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” من بعض الآثار طويلة الأمد بعد التعافي من الفيروس، وقد أكد خبراء صحة أوروبيون، يوم الخميس 25 فيفري 2021، إن آلافا من مرضى كوفيد-19 يعانون أعراضا خطيرة ومنهكة تستمر شهورا طويلة بعد أول نوبة من المرض.
وأضاف الخبراء لدى إصدارهم تقريرا إرشاديا تقوده منظمة الصحة العالمية عن الحالة، التي يُشار إليها غالبا باسم كوفيد طويل الأمد” أو “متلازمة ما بعد كوفيد”، أن واحدا من كل 10 مصابين بالمرض تقريبا يشعرون بالإعياء بعد مرور 12 أسبوعا على إصابتهم بالعدوى ويعاني كثيرون أعراضا تستمر وقتا أطول من هذا بكثير.
ماذا تعرف عن هذه المتلازمة؟
تعرف تلك الحالة بمتلازمة كوفيد طويل الأمد (Long-covid syndrome) أو متلازمة ما بعد كوفيد (Post-covid syndrome).
طبيبة الأعصاب الألمانية “كاترين ريتس” تعرف أعراض هذه المتلازمة تتمثل في الشعور المستمر بالتعب وتراجع القدرة على التحمل وبذل المجهود وآلام العضلات والمفاصل واضطرابات حاستي الشم والتذوق واضطرابات التركيز والانتباه.
أما شدة الأعراض ومدتها فتختلف من مريض إلى آخر، وأوضحت ريتس أن نتائج دراسة حديثة شملت نحو 2500 مريض أظهرت استمرار معاناة المرضى من ضيق التنفس لعدة أسابيع بعد التعافي من كورونا، إلا أنه لا يزال هناك القليل من البيانات المتوفرة حول هذه المتلازمة بسبب الافتقار إلى الدراسات طويلة الأمد.
إن الإصابة بكوفيد طويل الأمد قد يترتب عليها “تبعات اجتماعية واقتصادية وصحية ومهنية خطيرة”، وفق المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا “هانس كلوجه”.
كما أوضح أنه “يجب الإنصات لمن يعانون من أعراض ما بعد كوفيد إذا أردنا فهم التبعات طويلة الأجل لكوفيد-19 والتعافي منه، فهذه أولوية واضحة لمنظمة الصحة العالمية وينبغي أن تكون كذلك بالنسبة لكل هيئة صحية”.
من جهته أكد الأستاذ في المرصد الأوروبي للنظم والسياسات الصحية مارتن ماكي على خطورة هذه المتلازمة، مشيرا إلى أنها “حالة يمكن أن تكون منهكة للغاية، يتحدث من يعانون منها عن مزيج متداخل متنوع من الأعراض، مثل آلام الصدر والعضلات والإرهاق وضيق التنفس وتشويش بالمخ وأعراض أخرى كثيرة”.
هذا وقد دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إجراء مزيد من البحوث بشأن هذا المرض، وشددت على ضرورة التوسع في فهم أعراض ما بعد الإصابة بكوفيد، التي تلازم المريض لفترة طويلة.