دعت الرئيسة المديرة العامة لشركة الخطوط التونسية ألفة الحامدي، اليوم الجمعة 19 فيفري 2021، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، بصفته عضوا في مجلس الإدارة بمؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إلى مساندة الناقلة الوطنية بالتدخل لرفع العقلة المسلّطة من طرف الصندوق على الشركة التونسية للتموين التابعة لمجمع الخطوط التونسية، عوضا عن التهديد بالإضراب، معتبرة أن تضامن المؤسسات العمومية هو مقوّم من مقوّمات الإنقاذ.

التفويت خط أحمر

وكان الطبوبي قد أعلن اليوم الجمعة 19 فيفري 2021، خلال تجمع عمالي أمام مقر الخطوط التونسية، عن التوجه نحو إضراب عام، لن يقتصر فقط على شركة الخطوط التونسية، بل سيشمل مختلف المؤسسات العمومية، في خطوة رافضة لكل التوجهات التي تسعى للتفويت فيها.

وشدد الأمين العام للمنظمة الشغيلة، على أن الاتحاد سيكون دائما في طليعة القوى المدافعة عن مكاسب الشعب التونسي ومؤسسات دولته معتبرا محاولات التفويت في الخطوط التونسية خطا أحمر، وفق تقديره.

مصير ”التونيسار” مرتبط بخيارات اتحاد الشغل

ودعت الحامدي في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، إلى عدم تفعيل إجراء أي عقلة تجاه مجمع الخطوط التونسية من قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى حين انتهاء فترة الحجر الصحي المسلط على السوق التونسية.

وأشارت إلى أن مصير شركة الخطوط التونسية مرتبط إلى حد ما بخيارات اتحاد الشغل، لذلك فإنها على يقين بأنه وباعتبار سعي الجميع لإنقاذ المؤسسة دون التفويت فيها، لا بد أن تكون هناك أرضية اتفاق لضمان العمل في كنف السلم الاجتماعي.

الإضراب سيعمّق أزمة ”التونيسار”

وبينت ألفة الحامدي في رسالتها أن الإضراب الذي تم إقراره أمس الخميس 18 فيفري 2021، بمجمع شركة الخطوط التونسية، سينجر عنه تعطيل إمكانية جلب اللقاح المضاد لكورونا، وهو ما يتم العمل على تحضيره بالتعاون مع المؤسسات المعنية.

وأضافت أن هذا الإضراب سيقلص عائدات الناقلة الوطنية لشهر فيفري بما يقارب 11.8 مليون دينار مما يمثل نسبة كبيرة من كتلة الأجور للمجمع لشهر فيفري، كما سيتسبب في تراجع معدل انتظام الرحلات الذي عملت الإدارة العامة للمجمع على بلوغه نسبة 100 بالمائة إلى غاية 15 فيفري 2021.

كما أن هذا الإضراب سيعطل عودة الطلبة إلى جامعاتهم أو عائلاتهم، كما سيكون له انعكاسات على تراجع أسهم الشركة المدرجة بالبورصة وهو ما سيؤثر على قيمتها، وفق الحامدي.

وتعيش الخطوط التونسية على وقع صعوبات كبيرة عمقتها أزمة قطاع النقل الجوي الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في العالم، فيما ترغب الحكومة في إعادة هيكلتها لكن المنظمة الشغيلة ترفض التفويت فيها وتعتبرها مكسبا وطنيا يجب الحفاظ عليه.

مصير مجهول للشركة

جدير بالذكر أن أعوان وموظفي الناقلة الوطنية كانوا قد أعلنوا الدخول في إضراب مفتوح، بداية من الجمعة 19 فيفري 2021، بكافة المطارات، على خلفيّة ما اعتبروه “مصيرا مجهولا للشركة”.

ووفق ما أكده الكاتب العام المساعد للنقابة العامّة للخطوط التونسية شهاب بن ساسي لـ”JDD”، فإن المؤشرات أصبحت اليوم تنبئ بكارثة وشيكة، خاصة بعد إجراء شركة ”تاف” التركية، عقلة على الحسابات البنكية لـ”تونيسار” بسبب ديون متخلدة بذمتها تصل إلى حوالي 23 مليون دينار تعيق أسطول الشركة وقدرتها على خلاص ديونها لدى مزودي قطع الغيار.