إرتبطت المظاهرات والإحتجاجات التى شهدتها مختلف مناطق البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية بمشاركة أطفال في سن مبكرة، يقول البعض أنه يتم إستخدامهم وقودا في المظاهرات الليلية من قبل جهات سياسية غير واضحة.

ما نصيب هذه الأخبار من الصحة؟

تداول موقع التواصل الإجتماعي يوم أمس السبت 16 جانفي 2021، مقطع فيديو مفاده مشاركة أطفال في سن مبكرة في الإحتجاجات الليلية التى شهدتها البلاد في وقت حظر الجولان.

وفي نفس السياق قال الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية خالد الحيوني خلال تصريح صحفي له اليوم الأحد 17 جانفي 2021، إن أغلب المحتجّين ومرتكبي أحداث الشغب ليلة أمس هم من الأطفال تتراوح أعمراهم بين 12 و15 سنة، مضيفا أن هذه الإحتجاجات هدفها إستهداف قوات الأمن و الحرس الوطني لتشتيت تمركزهم للقيام بعمليات نهب و تخريب على حد قوله.

من جانب أخر يرجح خبراء في شأن الطفولة أن الأسباب التى تكمن وراء مشاركة الأطفال في الإحتجاجات الليلية هي بالأساس انقطاعهم عن الدراسة بسبب تفاقم الوضع الوبائي بالبلاد.

أسباب مشاركة الأطفال في الإحتجاجات

أما في ما يخص الأسباب المباشرة فصرح الخبير في مجال الطفولة والأسرة مستشار قاضي الاطفال “ابراهيم الريحاني” لـJDD ،ان التحركات التى شهدتها البلاد في مختلف الجهات من تخريب وعنف وسرقة وحرق وفوضى ومواجهات مع الأمن من طرف شباب وأطفال، هي نتاج سياسة تعامل الدولة مع أفكار ومشاعر هؤلاء الفئة لأن السياسة الحالية لم تول أي أهمية في علاقة بمستقبل الأجيال القادمة وهؤلاء الشباب، وأضاف أنه من غير الممكن وضع حلول واقعية قبل تحليل وتشخيص هذا المشهد التصويري على حد قوله.

وواصل أن العنف في تونس اليوم وصل حتى للمؤسسات التي ننتظر منها الجدية وضبط النفس ونقصد بالقول مجلس النواب فنرى تفننا في استعمال العنف بشكل دوري ومستمر وهذه الصورة النمطية التي أصبحنا نراها كل يوم جعلت المجتمع يقوم بعملية التطبيع مع العنف.

و تابع إن هذه الثقافة هي التي جعلت من هؤلاء الشباب والأطفال يلجأون الى العنف بعد تدهور المؤسسة التربوية بانهيار صورة المربى من جهة وانتشار المخدرات داخل هذه المؤسسات فارتفع عدد المنقطعين سنويا عن الدراسة الى 120الفا وهذه الظاهرة قابلها عجز الدولة للتعهد بهؤلاء ومرافقتهم.

فأمام ارتفاع نسبة البطالة والتشغيل الهش، والعلاقات الأسرية الهشة والبرامج والسياسة الهشة والنخب السياسية والتوافقات الهشة وأمام تدهور المقدرة الشرائية للفرد وتراجع نسب الاستثمار والتنمية مع عدم وجود إصلاح في المنظومة الإصلاحية وأمام ارتفاع منسوب الجريمة وكل هذه الظروف جعلت في الأساس التقدير الذاتي لهؤلاء الشباب والأطفال سلبيا والمقصود أن صورتهم عند ذواتهم أصبحت مهتزة نتيجة للبيئة التي يعيشون فيها المفعمة بالعنف والاحباط و السلبية والاقصاء والحرمان بسبب غياب العدالة الاجتماعية.

و كانت ليلة أمس قد شهدت إحتجاجات ليلية بصفة متزامنة في العاصمة و بعض الولايات، إنطلقت بعد توقيت بدء حظر الجولان حيث قام البعض بإشعال عجلات مطاطية و إغلاق عدة مفترقات للطرقات و إستهداف عدد من المؤسسات العمومية.