يمرّ اليوم الثلاثاء 14 سبتمبر 2021، 50 يوما على إعلان 25 جويلية 2021، الذي فعّل بمقتضاه رئيس الجمهوريّة قيس سعيد الفصل 80 من الدستور مع تعليق اختصاصات البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة من مهامه.
ومنذ ذلك التّاريخ، وبعد حصده لدعم شعبي ملحوظ، عبّرت قوى سياسية ومدنيّة عن مخاوفها من اتجاه سعيد نحو الحكم الفردي وإمساكه بكل السلط، دون بروز دور واضح لمعارضة قوية.

“بعضهم لا يتمسّك بالحريّة”

في تصريح لـ”JDD Tunisie”، قال نائب رئيس حركة النّهضة، علي العريّض، إنّ المواقف التي صدرت كانت جذريّة باعتبار قرارات 25 جويلية إما انقلابا أو خطأ جسيما أو تجاوزا للدستور سيدخل البلاد في مزيد الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

احتفالات مساء 25 جويلية


وصرّح العريّض أنّ الغلبة الآن للاستنظار فالكثير من الأطراف التي كانت تنتظر الخطوات القادمة للرئيس بدأ صبرها ينفد مع بروز مواقف مطالبة بالتعجيل، وحتّى الذين ساندوه بدؤوا يراجعون مواقفهم في اتّجاه الدفع نحو عودة الوضع العادي مع استنكارهم للتجاوزات المتعلقة بمنع بعض المسؤولين والسياسيين من مغادرة البلاد والمحاكمات وغلق مكتب قناة الجزيرة والاعتقالات والإقامة الجبرية.
وأضاف أنّ أغلب القطاعات والمواطنين بدؤوا يضجون ويساورهم الشك، مشيرا إلى أن بعض الأطراف السياسية ساندت سعيّد من باب الشماتة وبعضهم لا يتمسّك بالحريّة والآن عليهم تحمّل مسؤولياتهم مشيرا إلى أنّ شيء أصبح واضحا أمام هؤلاء بوجود تهديدات بتجميع السلط والانقلاب الكلّي على مكاسب الثورة، حسب قوله.
وأكّد أنّ هذه الفعاليات السياسية إذا لم تستفق وتكوّن معارضة حقيقيّة فإنّ البلاد ستخسر وقتا كثيرا وستتدفع ثمن العودة للوضع الطبيعي باهضا جدا، حسب تعبيره.

وضع سريالي

من جهته، أكّد القيادي بحركة تحيا تونس والنّائب المجمّد مصطفى بن أحمد، لـ”JDD Tunisie”، أنّ المعارضة تخلق بناءً على وجود حكم فعّال، وليس قراءة للغيب، وفق قوله.
وقال إنّ العقد انفرط من بين يدي المعارضة منذ مساء 25 جويلية، إذ انساقت بالإجراءات الاستثنائيّة متوقّعة حدوث المعجزة لكن تشكّلت تدريجيا قناعة بأنّه لايوجد مواقف أو برامج قد تكون محل معارضة.
وأضاف بن أحمد أنّ المعارضة تولد في حياة سياسية طبيعيّة مبنيّة على ممارسة متواصلة في حين أنّ الحالة التي تعيش على وقعها تونس منذ حوالي شهرين، غير عادية وغير واقعيّة وسرياليّة بسبب تعطّل مؤسسات الدّولة في مشهد غير تقليدي، سينتج بالتالي وضعا غير تقليدي فيه سلطة ومن يعارضها، وفق تعبيره.