دعت السفارة الأمريكية في تونس اليوم 3 سبتمبر 2021 من خلال دعوات وجهتها إلى القوى السياسية و المنظمات الوطنية إلى حضور لقاء مع وفد من الكونغرس الأمريكي يوم السبت المقبل لدراسة الوضع في تونس ومستقبل الأوضاع في البلاد.

في هذا السياق عبرت حركة الشعب في بلاغها الصادر اليوم الجمعة 3 سبتمبر 2021، عن رفضها حضور هذا اللقاء المرتقب معتبرة أن مثل هذه الدعوات هي تدخل في الشأن التونسي.

وقد صرحت ليلى حداد القيادية بحركة الشعب لصحيفة JDD Tunisie اليوم الجمعة “أن حركة الشعب لاتقبل أي تدخل من أي دولة أجنبية في الشأن الداخلي للبلاد وأن الحركة ستبقى على نفس الموقف في هذا الخصوص.”

من جانبه أعلن الحزب الدستوري الحر عن رفضه أيضا الدعوة الموجهة إليه من قبل السفارة الأمريكية و اعتبرها تدخلا واضحا في الشأن التونسي وفق بلاغه الصادر اليوم3 سبتمبر 2021.

دعوة السفارة الأمريكية هل تترجم التدخل في الشأن الوطني؟

تسعى الولايات المتحدة للاطلاع عن كثب تطورات الوضع في البلاد من خلال البعثات المتتالية منذ 25 جويلية 2021 خاصة و أن الدعوة التي أعلنت عنها الأحزاب و المنظمات من قبل السفارة الأمريكية والتي تضم لقاء مع وفد من الكونغرس الأمريكي كان قد سبقها إعلان السيناتور الأمريكي كريس ميرفي رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب في تدوينة نشرها عبر صفحته على فيسبوك يوم 31 أوت 2021 زيارته لتونس قريبا، حيث صرح بأنّه سيؤدي زيارة إلى تونس خلال هذا الأسبوع والتي يمكن أن تجمع الوفد الأميركي بوجوه سياسية تونسية قبل اللقاء المزمع مع رئيس الجمهورية للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة حيال المشهد السياسي.

وكان كريس ميرفي قد صرح بكونه يشعر “بخيبة أمل كبيرة بخصوص تمديد حالة الطوارئ إلى أجل غير مسمى بدلا من تعيين رئيس حكومة و استعادة الديموقراطية البرلمانية وبأنه يحث الرئيس سعيد على إنهاء حالة الجمود السياسي في أقرب وقت ممكن و إعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي.”

ويذكر أن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر وكبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، كانا قد أديا زيارة إلى تونس ضمن وفد رسمي، في 13أوت 2021.

وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن فاينر أوصل رسالة من الرئيس الأمريكي جو بايدن “يحض فيها على العودة السريعة إلى مسار الديمقراطية البرلمانية في تونس.”مضيفا أن المستشار الأمريكي “ناقش أيضا مع الرئيس سعيّد الحاجة الملحة إلى تعيين رئيس وزراء مكلف، لتأليف حكومة قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والصحية العاجلة التي تواجه تونس.”

كما لفت فاينر خلال اللقاء إلى أن واشنطن “تدعم العملية الديمقراطية في تونس وتنتظر الخطوات المقبلة التي سيضطلع بها رئيس الجمهورية على المستويين السياسي والحكومي”، حسب البيان.

في المقابل حذر رئيس الجمهورية أثناء اللقاء الذي جمعه بالوفد الأمريكي في 13 أوت الفارط من محاولات البعض بث إشاعات وترويج مغالطات حول حقيقة الأوضاع في تونس مشددا على أنه لا مجال للمس بالحقوق والحريات.

وفي انتظار ما سيفضي إليه اللقاء مع الوفد الأمريكي مع المنظمات والأحزاب التونسية ورئيس الجمهورية تبقى مواقف أغلب المنظمات والأحزاب من هذه الزيارة غامضة.

إيمان العبيدي