منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تواجه المؤسسات الليبية مصاعب عدة في توحيد مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة جديدة قادرة على إرساء السلام وفرض النظام في البلاد.
ورغم إنهاء القتال عام 2020 وتشكيل حكومة وحدة وطنية برعاية الأمم المتحدة، عادت الانقسامات إلى الظهور فقد شهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس الجمعة 3 سبتمبر، اشتباكات بين قوتين مسلحتين إحداهما تابعة لرئاسة الأركان بالحكومة الليبية والأخرى تابعة للمجلس الرئاسى.
في حين من المقرر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في 24 ديسمبر المقبل، من قبل السلطة السياسية الجديدة المتمثلة في حكومة عبد الحميد الدبيبة، وهي مكلفة بموجب خارطة طريق ترعاها الأمم المتحدة بإنهاء الانقسام السياسي في البلاد وقيادة المرحلة الانتقالية والتحضير لإجراء الانتخابات.
ويرى مراقبون أن الانتخابات في ليبيا هي الحل الوحيد لاسترجاع الاستقرار في البلاد وإرساء دولة ذات سيادة وطنية قادرة على فض نزاعاتها وتوحيد مؤسساتها دون تدخل أجنبي.
المجلس الرئاسي الليبي يطالب بوقف الاشتباكات
أمر المجلس الرئاسي الليبي بصفته القائد الأعلى للجيش، جميع القوات بالتوقف الفوري والعودة إلى مقارها دون أي تأخير، مهما كانت الأسباب، وطالب المجلس باتخاذ الإجراءات الفورية حيال آمري تلك القوات، وممارسة صلاحياته القانونية للسيطرة على الموقف.
وجرى تبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين «قوة دعم الاستقرار» التابعة للمجلس الرئاسى و«اللواء 444 قتال»، التابع لرئاسة الأركان.
كما شدد المجلس الرئاسي في بيانه الصادر يوم الجمعة 3 سبتمبر 2021، على عدم السماح بـ”تكرار مثل هذه الأحداث، وأي تصرف بالمخالفة لهذه البلاغات يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونا”.
دعم دولي لانتخابات ليبيا
أصدرت العديد من الدول الأوروبية ومنظمات معنية بالشأن الليبي بيانات أكدت فيها دعمها لإجراء الانتخابات ورفضها لتواجد قوات أجنبية ومرتزقة وذلك تزامنا مع اشتعال الوضع العسكري بين المليشيات في غرب ليبيا وتحديدا العاصمة طرابلس وسقوط عشرات الضحايا جراء الاشتباك.
وأبدى سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه أنطونيو سابادل، استعداد البعثة الأوروبية للتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات الليبية لإنجاح الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر، مشيدا في لقائه مع رئيس مجلس المفوضية، عماد السايح، باهتمام المفوضية بتسجيل الناخبين لضمان الجاهزية مطالبا بسرعة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد لوقف فوضى السلاح.
واشنطن: استقرار ليبيا يكمن بإجراء الانتخابات في موعدها
من جهتها اعتبرت واشنطن، أمس الجمعة 3 سبتمبر 2021، أن الاستقرار في ليبيا يكمن بإجراء الانتخابات في موعدها، وفق السفير الأمريكي، المبعوث الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلان، تعقيبا على الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس.
وقال نورلان، إن “الليبيين لا يرغبون في رؤية الصراع الأهلي من الماضي يتكرر، وأفضل أمل للاستقرار يكمن في الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر”.
وأضاف: “يتحمل الزعماء السياسيون من جميع الأطراف مسؤولية الاتفاق الفوري على حل وسط يسمح بإجراء تلك الانتخابات في موعدها”، مشيرا إلى أن بلاده “ستدعم هذه العملية”.
نذكر أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، شدد على أن الانتخابات ستنعقد في موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر 2021، مؤكدا استعداد حكومته للإيفاء بالتزاماتها بشأن دعم إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في أوانها.
وقال الدبيبة خلال خطاب توجه به إلى الشعب الليبي يوم الجمعة 27 أوت 2021، “الانتخابات ستنعقد في 24 ديسمبر، ونحن كحكومة وضعنا خطة واضحة لتنفيذ هذا البرنامج، ومن يشكك في أن الحكومة لن توفي بالتزاماتها .. هم نفس الجهات التي عطلتنا طيلة ال 10 سنوات الفارطة.