عقب ليلة 25 جويلية 2021، التي أعلن خلالها رئيس الجمهوريّة قيس سعيد تفعيل الفصل 80 من الدستور وتعليق اختصاصات المجلس النيابي وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، إزداد النقاش حول شخصيّة الرئيس وطريقة عمله وتفكيره، خاصّة بعد تصريحاته المتتالية والتي لفّها الغموض فيما يتعلّق بخارطة الطريق المفترضة وبرامجه للمرحلة القادمة. فمن هم مستشارو الرئيس؟

نادية عكاشة: المثيرة للجدل

يتكوّن ديوان رئيس الجمهورية، وفقا للموقع الرسمي للمؤسسة، من 16 مسؤولا برتب إدارية مختلفة، تم تحيينه يوم 5 أوت الجاري بتسمية ثلاثة مستشارين جدد.

ويرأس الديوان، الشخصية “المثيرة للجدل”، نادية عكاشة حيث يعتبرها البعض الأقوى والأكثر نفوذا بقصر قرطاج، باعتبارها تلاحق الرئيس في كل الزيارات والاجتماعات الرسميّة، كما أن ظهورها الإعلامي كان محتشما منذ توليها المنصب يوم 28 جانفي 2020 واقتصر على جلسة برلمانية مخصصة لنقاش ميزانية الرئاسة وآخر أثناء تسلّم تونس شحنة من التلاقيح بمطار تونس قرطاج.
ولدت عكاشة سنة 1981 بتونس، و تحصلت على الدكتوراه في القانون في أفريل 2017، فتولت التدريس كأستاذة مساعدة قارة بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس منذ جويلية 2017 كما كانت قبل ذلك مساعدة قارة مترسمة بجامعة تونس المنار منذ 2011 مكلفة بالدروس المسيرة في القانون الدستوري، وهي بذلك إحدى الطالبات السابقات لرئيس الجمهورية وزميلته في وقت لاحق.

نادية عكاشة

أمّا بقية مسؤولي القصر فهم، عبد الرؤوف عطاء الله، مستشار أول لدى رئيس الجمهورية، مكلف بمهام كاتب قار بالكتابة القارة لمجلس الأمن القومي، ومراد الحلومي، مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلف بالمصالح المشتركة وخالد يحياوي مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مديرعام لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية، وماهر بن ريانة مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلف بالملفات الاجتماعية، ومعز الورتاني مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلف بالعلاقات مع المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني، وسارة معاوية مستشارة لدى رئيس الجمهورية، مكلفة بالتعاون الديبلوماسي، ونوفل هدية مستشار لدى رئيس الجمهورية، مكلف بمصالح التشريفات، وحسن بالضياف مستشار لدى رئيس الجمهورية، مكلف بالشؤون الاقتصادية، ووليد الحجام مستشار لدى رئيس الجمهورية، ومصطفى عون النابلي مستشار لدى رئيس الجمهورية، وحسام المزوغي ملحق برئاسة الجمهورية، وأمير العرفاوي ملحق برئاسة الجمهورية، وسعاد الطرابلسي ملحقة برئاسة الجمهورية، وماهر غديرة ملحق برئاسة الجمهورية، إحسان الصبابطي ملحق برئاسة الجمهورية.

السياق العائلي حاضر في قرطاج

ولمزيد الكشف عن طريقة إدارة قصر قرطاج، اتصّل JDD Tunisie”، بمدير الديوان الرئاسية الأسبق، عدنان منصر، الذي أكّد رئاسة الجمهوريّة هي مؤسسة فيها الجانب الإداري والأمني والسياسي، ويرأسها رئيس الجمهورية.

عدنان منصر


وأوضح منصر، أنّ كل الملفات الإداريّة والمالية عادة مايتولّاها مدير الديوان الرئاسي كنوع من التفويض، فيما يعتبر رئيس الجمهورية المسؤول سياسيا في المقابل لا وجود لأي نصّ أو عرف يجبره على الاستشارة باعتبار أنّ “المستشار برئاسة الجمهوريةّ” هي رتبة إداريّة على غرار الملحق والمستشار أوّل والوزير المستشار وليست مرتبطة بالصفة، مضيفا أنّه ينمت أن يستشيرا أطرافا لا صفة لها داخل مؤسسة الرئاسة وحتى اللقاءات التي تعقد مع أطراف حزبية أو سياسية أو نقابية يمكن تنزيلها في إطار الاستشارة.

وفيما يتعلّق بالتواصل مع وسائل الإعلام ، قال منصر، إنّ المسؤول برئاسة الجمهورية الذي يظهر بالإعلام يكون عادّة مفوّضا من مدير الديوان وفقا لمستوى ثقة الرئيس فيه، وفق قوله.
وعن الأشخاص الذين يستشيرهم قيس سعيّد، صرّح محدّثنا أنّه لا يملك معلومات دقيقة في هذا الإطار، لكن من الواضح أنّ مديرة الديوان نادية عكاشة حاضرة، إلى جانب السياق العائلي، وفق قوله.