تواجه تونس هذه الفترة أصعب موجة من فيروس كورونا المستجد وسلالاته الجديدة “دلتا” التي تعد الأقوى والأشد فتكا، وقد سجّلت وزارة الصحة إلى غاية يوم السبت 17 جويلية، أكثر من 17 ألف حالة وفاة و540 ألف إصابة، منذ ظهور هذا الوباء في تونس بداية مارس الماضي.
وتواجه المستشفيات نقصا حادا في كميات الأوكسيجين التي تمثل حبل النجاة لمرضى الكوفيد، ما دفع رئيس الحكومة هشام المشيشي مساء أمس السبت، إلى عقد اجتماع بخلية الأزمة لتدارس وضعية المستشفيات كما سارعت سفينة صلامبو إلى ميناء جنوة الإيطالي لشحن وحدات عاجلة من الأوكسيجين، وسط نداءات استغاثة من الطاقم الطبي بضرورة توفير الأوكسيجين للمرضى.
من جهتها شرعت وحدات الجيش الوطني منذ ليلة البارحة في توزيع قوارير أوكسيجين كبيرة الحجم ومكثفات الأوكسيجين ومعدات طبية أخرى على ولايات المهدية ومدنين وتطاوين وقبلي وقفصة وسيدي بوزيد وسوسة.
إجراءات جديدة لتغطية النقص الحاصل في مادة الأوكسيجين:
قرر رئيس الحكومة هشام المشيشي عقب اجتماع خلية الأزمة ليلة أمس السبت، بمقر وزارة الصحة، وضع كافة المؤسسات الصحية العمومية والخاصة على ذمة الدولة في مجابهة جائحة كوفيد 19 إلى حين العودة إلى نسق التزود الطبيعي بمادة الأوكسيجين.
والشروع حالا في نقل المرضى من المستشفيات التي تعرف نقصا حادا في مادة الأوكسيجين إلى المصحات الخاصة المتوفرة على مخزون كافي بنفس الجهة أو الجهات المجاورة.
نشير إلى أن العدد الإجمالي لمرضى كورونا المتكفل بهم بلغ 4915، من بينهم 587 حالة فقط في القطاع الخاص.
كما تقرر وضع كل المخزون المتوفر لدى مصنعي الأوكسيجين على ذمة كافة المؤسسات الصحية حسب الحاجة دون التقيد بالمزود المتعاقد معه، وإرساء الآليات الضرورية لعدم تكرار هذه الأزمة من خلال تأمين التزود.
إضافة إلى الإسراع بتشغيل مولدات الأوكسيجين التي وصلت منذ أيام وتركيزها بالمستشفيات التي تم الاتفاق عليها.
كما أعطى رئيس الحكومة تعليماته بالشروع فورا في إعداد دراسة لإنجاز مشروع إنتاج مادة الأوكسيجين، معتبرا أن هذا المشروع يدخل ضمن الأمن الصحي الوطني.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة في بلاغ صدار عنها أمس السبت، اتفاق وزير الصحة، فوزي مهدي، مع ممثلي شركتي “ليندغاز” و”ار ليكيد” المختصتين في إنتاج مادة الأوكسيجين وترويجها، على الرفع من الاحتياطي الإستراتيجي لتونس من هذه المادة.