فتح الانسحاب الأميركي من أفغانستان وقرار فرنسا إنهاء عملية برخان العسكرية في منطقة الساحل الإفريقي وإلقاء الكرة في ملعب تحالف غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، باب تصاعد العمليات المسلحة في المنطقة بشكل مشابه لما يجري في أفغانستان.

تحاول “JDD Tunisie” من خلال هذا التقرير الكشف عن ملامح خارطة الإرهاب في القارّة الأفريقية.


يقول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ، إنّ منطقة غرب أفريقيا بمثابة أرض خصبة وبيئة حاضنة لنشاطات الجماعات المتطرفة ، وتتميز بعوامل عدة لنموّ هذه الجماعات، وتصاعدت المخاوف من ترايد أنشطة التنظيمات الإرهابية فى غرب أفريقيا ، لاسيما بعد إعلان العديد من من الجماعات المتطرفة المنتشرة الولاء لتنظيم “داعش”، وتأييد فكرة مشروع دولة الخلافة .

بوكو حرام

اسمها الرّسمي “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد”، وبوكو حرام هو اسمها بلغة الهوسا (تشاديّة) أي “التعاليم الغربيَّة حرام”، تأسست عام 2002، وأعلنت عام 2014 مبايعتها لتنطيم “داعش” الإرهابي وتنتشر حالياً في كل من نيجيريا وتشاد ومالي.


ويقود التنظيم الإرهابي مجلس شورى من 30 شخصا، فيما تتفاوت تقديرات عدد مقاتليه، فمراكز البحث النيجيرية تذكر 30 ألفا، وباحثون من جنوب أفريقيا يُقَدِّرون مسلحي بوكو حرام بـ15 ألفا، ومراكز فرنسية تذكر 13 ألفا، ويذهب مركز شاتام هاوس البريطاني إلى أنهم 8 آلاف، أما بعض التقارير الأميركية فتقدرهم بـ6 آلاف.

القائد الحالي لها هو أبو مصعب البرناوي الذي عُيّن في 4 من أوت 2016، خلفاً للوالي السابق أبي بكر شيكاو، الذي بايع داعش في مارس 2015، وقام بتغيير اسم بوكو حرام إلى ولايَّة غرب أفريقيا، وسُميت هذه الجماعة بـ”طالبان نيجيريا”، وهي مجموعة مؤلَّفة من طلبة تخلوا عن الدراسة، وأقاموا قاعدة لهم في قريّة كاناما بولايَّة يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.

حركة التوحيد والجهاد “موجاو”

الحركة تأسست بغرب أفريقيا في أكتوبر 2011 ، وتعد ثاني الحركات السلفية بعد جماعة “أنصار الدين”، غالبية أنصارها من العرب، حيث انشقت بالأصل عن تنظيم القاعدة بعد رفضه تشكيل كتيبة أو سرية خاصة بالمقاتلين العرب على غرار سرية الأنصار التابعة للتنظيم والتي تضم في عضويتها بالأساس مقاتلين طوارق ، تُعرف الهضبة الصحراوية الشاسعة الممتدة من منطقة تساليت في أقصي شمال مالي إلى مدينة غاو بأنها معقل حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا حيث تفرض الحركة سيطرتها بلا منازع على عدد من القرى في تلك المنطقة.

وتفيد مزاكز بحث أوروبية أنّ مصادر تمويل التنظيم متأتية من نهب المواشي وبيعها وعلى تهريب السجاير والسمك المشوي والذهب والعاج إلى جانب إدارة مكاتب نشطة لصرف العملات وتهريب وبيع المخدرات كما استولت على كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا.

حركة أنصار الدين

تأسست في نوفمبر 2011 من قبل زعيم الطوارق المالي إياد أغ غالي، وهي من الحركات الرئيسية التي تعمل في منطقة شمال مالي، تهدف إلى فرض الشريعة في البلاد فبعض قادة الحركة والموالين لها لديهم صلات قوية بجماعات إسلامية وجهادية مسلحة ، لها آلاف من الأعضاء وانضم إليها العشرات من متمردي الطوارق، ولكن فى الوقت الحالى ليس لديها سوى بضع مئات من الأفراد.

المرابطون

تأسست جماعة “المرابطون” فى عام 2013 من اندماج حركة “الموقعون بالدم بقيادة مختار بلمختار الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، واتخذت من الصحراء الكبرى بشمال مالي مركزا لها.
في ماي عام 2015، صدرت رسالة صوتية من أحد قيادات الجماعة يطالب فيها مبايعة تنظيم “داعش” غير أن بلمختار رفض هذا الطلب مجددا البيعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وتتضارب الأنباء حول حقيقة مقتل زعيم جماعة “المرابطون” الجزائري مختار بلمختار في ليبيا. ولهذا القيادي السابق لـ“القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” مسار دموي كبير، جاء نتيجة لتورطه في الكثير من الأعمال الإرهابية.

حركة الشباب

“الشباب الإسلاميَّة” أو “الشباب المجاهدين” هي حركة سلفيَّة صوماليَّة ظهرت في 2006 ذراعاً عسكرية لاتحاد المحاكم الإسلاميَّة، التي كانت تسيطر على مقديشو، وتهدف إلى فرض الشريعة، وأعلنت رسمياً ولاءها لتنظيم القاعدة عام 2009.

وأسهمت الحركة في مساندة المحاكم خلال معاركها ضد القوات الحكوميَّة المدعومة بقوات إثيوبيَّة اضطرت إلى الانسحاب في نهايّة 2008، تاركة الساحة إلى قوات الاتحاد الأفريقي، التي تمركزت على الخطوط الأماميَّة في الحرب ضد الإسلاميين.
ويقود أحمد عمر أبو عبيدة “حركة الشباب الإسلاميَّة” منذ عام 2014 بعد تأكد مقتل زعيمها السابق أحمد عبدي “غودان”، الذي لقي مصرعه في ضربة جويَّة أميركيَّة. وفي السنة نفسها جدد “الشباب” ولاءهم إلى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
وتضم الحركة الصوماليَّة بين صفوفها ما بين 5 إلى 9 آلاف مقاتل، بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب، أغلبهم قَدِموا من دول عربيَّة، إضافة إلى باكستان، وعددهم نحو 800 مقاتل.

“انتشار النار في الهشيم”

شبَّه الجنرال ستيفن تاونسن، رئيس القيادة الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” انتشار الإرهاب في أفريقيا بـ”انتشار النار في الهشيم”، كما حذرت الأمم المتحدة، أمس الخميس 22 جويلية 2021، من أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيمي “داعش” و “القاعدة”، تشكل تهديداً متزايداً في معظم أنحاء القارة السمراء.

القواعد العسكرية الأمريكية الدائمة والمؤقتة في أفريقيا

وقال تقرير أعده فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة المكلف بتتبع التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم إنّ الجماعات الإرهابية تتوسع في العديد من الأماكن، محذراً في الوقت نفسه من أن أفريقيا هي الآن “المنطقة الأكثر تضرراً من الإرهاب”.