مع خلو الساحة بشكل شبه كامل من القوات الأميركية، تشن حركة طالبان حملة عسكريّة في أفغانستان وتسيطر على مساحات شاسعة من البلاد والعاصمة خاصة، فأي تأثير على تونس؟ وكيف تستفيد التنظيمات الإرهابية والجهادية العنيفة في تونس من هذا “التقدّم العسكري” لطالبان؟

الإرهاب يستغلّ الظرف الصحي

وفي هذا السياق يقول الرئيس الأسبق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، العميد متقاعد مختار بن نصر لـ”JDD Tunisie، إن الجماعات الإرهابية بمختلف التيارات والاتجاهات تتعاون فيما بينها على المستوى اللوجيستي وأساليب العمل وتبادل المعلومات وتوفير الأسلحة خاصة عندما تكون الحدود متقاربة مما يمكنها في المساعدة على تلقين التدريبات.

وأضاف أن تعاون المجموعات الجهادية وثيق مشيرا إلى استغلال هذه الأطراف للظرف الصحي في العالم خلال السنتين الماضيتين في جنوب الصحراء حيث حلّت في بعض الأحيان مكان الدولة من خلال تقديم مساعدات للأهالي وأيضا من خلال اعتبار الفيروس “جندي من جنود الله” يعاقبون من خلاله من يخالفهم والسلطة مشيرا إلى أن الإرهابيين استغلوا الظرف للاستقطاب وطرح أنفسهم بديلا عن أجهزة الدولة التي لم تنجح في إنقاذ الأرواح.

أفريقيا: الحلبة الجديدة

فيما يتعلّق بأفغانستان، فسّر العميد بن نصر أن ماتقوم به طالبان حاليا يعيد المشهد إلى ماكان عليه سنوات الثمانين موضحا أن تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وغيرها من التنظيمات هي أذرع عنيفة تخدم مصالح قوى كبرى لتعطيل برامج الدول في الإصلاح وتسهيل التدخل الأجنبي بحجة حماية حقوق الإنسان بالإضافة إلى إنعاش تجارة الأسلحة.


وأكد بن نصر على ضرورة حماية الحدود خاصة مع ليبيا التي تنشط فيها جماعات مسلحة وميليشيات لها ارتباطات تنظيمية مع جماعات تنشط داخل تونس مضيفا أن الجماعات العنيفة في النيجر ومالي والقرن الأفريقي تتحرك بشكل لافت بالتوازي مع تحريك القواعد العسكرية الأمريكية بإفريقيا التي بلغ عددها حوالي 30 قاعدة مما يوحي بأن جنوب الصحراء ستكون حلبة المعارك القادمة لأن الولايات المتحدة لا تتخلى عن إقليم قبل الدخول إلى آخر، حسب قوله.

جدير بالذكر أنه خلال أسابيع قليلة كبّدت حركة طالبان قوات الأمن الأفغانية خسائر فادحة على الرغم من عشرات مليارات الدولارات التي أنفقت عليها والإشراف الدولي الذي دام نحو عقدين وسيطر مقاتلو طالبان في الشهرين الأخيرين على أكثر من 150 ولاية كما استولوا على نقاط أمنية وأسلحة وعربات وأعتدة عسكرية.