تتواصل الحرائق المندلعة منذ حوالي أسبوعين بمرتفعات ولاية القصرين، خاصة بالمناطق العسكرية المغلقة بجبال مغيلة والسلوم والشعانبي، إضافة إلى حرائق أخرى بجبال تيوشة وطم صميدة وغيرها…
رئيس دائرة الغابات بالقصرين يامن حقي، أكد في تصريح لموقع JDD Tunisie الأحد 4 جويلية، أن أعوان وحراس الغابات متمركزون بعدة نقاط مراقبة قرب هذه الحرائق لمنع وصولها إلى المناطق السكنية المجاورة والتي من شأنها أن تحدث أضرارا جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة.
وأفاد بأن الحريق بجبل تيوشة بين معتمدتي سبيبة وسبيطلة متواصل منذ ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن الحماية المدنية تواصل مجهوداتها للسيطرة على النيران التي التهمت مساحات واسعة من الغطاء النباتي والغابي.
مئات الهكتارات
أكد يامن حقي أن حوالي 114 هكتارا من الغابات أكلتها النيران خارج المناطق العسكرية المغلقة إلى حد الآن وفق تقديرات أولية، وأن المساحة المحروقة بجبل طم صميدة تتجاوز الـ70 هكتارا مشيرا إلى أن أعوان الغابات سيتحولون انطلاقا من الغد الاثنين لاحتساب المساحات المحروقة.
وأشار حقي إلى أن وحدات الحماية المدنية تجد صعوبة في السيطرة على حريق جبل تيوشة خاصة وأن النيران اندلعت في منطقة وعرة جدا تسمى “جوف الكلب” قائلا إن الأعوان يحاولون إخماد النيران بكافة الوسائل الممكنة.
أسباب الحرائق
أفاد رئيس دائرة الغابات بالقصرين بأن التحقيقات متواصلة لكشف الأسباب الحقيقية لاندلاع كل هذه الحرائق بصفة متزامنة، خاصة وأن النيران اقتربت كثيرا من المناطق السكنية وأحدثت حالات اختناق في صفوف المتساكنين خاصة في هذا الطقس الحار الذي تجاوزت فيه درجات الحرارة الأربعين.
ورفض يامن حقي التعليق على اتهامات أهالي القصرين للمؤسسة العسكرية بتسببها في اندلاع النيران جراء قصف مدفعي نفذته قوات الجيش قبيل انتشار الحرائق قائلا “هذه الأمور خارجة عن نطاقي ولا يمكنني تأكيدها أو نفيها”.
جل الحرائق سببها الإنسان
كشفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية في تقرير سابق أن 4 بالمائة فقط من الحرائق التي نشبت في عام 2020 سببها عوامل طبيعية أي بفعل ارتفاع درجات الحرارة بينما وصلت نسبة تسبب الإنسان في اندلاع الحرائق 96 بالمائة.
.
ويؤدي الإهمال البشري إلى نشوب حرائق متفاوتة الخطورة إبقاء النار مشتعلة وترك أعقاب السجائر في الغابة إضافة إلى أن عددا من المخربين يعمدون إلى القيام بجرائم في حق الطبيعة وكذلك توجه الاتهامات إلى تجار الفحم دون أن ننسى التخييم العشوائي.