أعلنت الحكومة الإثيوبية الاثنين 19 جويلية، رسميا الانتهاء من مرحلة الملء الثاني لسد النهضة العملاق الذي تبنيه على روافد النيل الأزرق، وذلك في خطوة أثارت غضب مصر والسودان.

ونشر وزير الري الإثيوبي صورا لعملية الانتهاء من الملء، معلقا “مبروك للإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا” قئلا إن بلاده تطمئن دولتي المصب أنه لن يلحق بهما أي ضرر جرّاء التعبئة الثانية لسد النهضة.

أمن مائي مهدّد

أثار السدّ الذي بلغت تكلفة إنشائه حوالي 4 مليارات دولار المخاوف من نقص المياه وبشأن الأمن المائي في مصر والسودان حيث تمثل مياه النيل شريان الحياة الأساسي بهما.

لطالما اعتبرت مصر أن السد الضخم يمثل خطرا جسيما على امداداتها من المياه، كما أبدى السودان قلقه من مدى سلامة السد وأثره على السدود ومحطات المياه لديه.

ولم تفض كافة الوساطات الديبلوماسية وماراطون المفاوضات إلى تسوية النزاع بين الدول الثلاث، أمام تعنت الجانب الإثيوبي.

أي دور لإسرائيل؟

نبّه سياسيون وديبلوماسيون مصريون من دور محتمل لإسرائيل في أزمة سدّ النهضة لغاية إيصال مياه النيل إلى الأراضي المحتلة.

 النائب بالبرلمان المصري ضياء الدين داوود أفاد بأن إسرائيل تستخدم إثيوبيا للضغط على مصر للمضي في تنفيذ مخطط “إسرائيل الكبرى من النيل للفرات”.

من جانبه قال مصطفى الفقي، الدبلوماسي المصري السابق إن إسرائيل لها تأثير على ملف سد النهضة لأنها تحلم أن تكون إحدى دول مصب نهر النيل منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مضيفا أنّ على مصر اللجوء إليها في ملف السد للضغط على إثيوبيا، وهو مقترح لاقى انتقادا واسعا.

إسرائيل تنفي

نفت إسرائيل أي دور لها في أزمة سد النهضة، وقالت إنها تقف على نفس المسافة من أطراف الأزمة.

سفارة تل أبيب بالقاهرة أشارت في بيان إلى أن “إسرائيل حكومة وشعبا معنية باستقرار مصر وسلامة مواطنيها”.

كما ذكر البيان أن إسرائيل “لديها من المياه ما يكفيها ويسد احتياجاتها، وهي دائما على استعداد لوضع خبراتها وتوسيع التعاون المشترك في مجال تكنولوجيا المياه مع مصر”.