بعد انتشار عدوى الفطر الأسود الضارة والقاتلة في الهند وإصابته لآلاف مرضى كورونا، أثار هذا المرض جدلا في الأوساط الطبية، وسط تداول معلومات غير دقيقة أثارت القلق حوله.
هذا ولم تسجل تونس حاليا أي إصابة بهذا المرض، وسط تخوفات من دخول هذا القاتل الجديد إلى البلاد التي تعاني حاليا من وضع وبائي خطير جراء فيروس كورونا المستجد.
فما هو هذا الفطر ومن هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة به؟
الفطر الأسود هو عدوى فطرية خطيرة، ولكنها نادرة، تسببها مجموعة من القوالب تسمى الفطريات المخاطية، وتعيش هذه الفطريات في جميع أنحاء البيئة، لا سيما في التربة والمواد العضوية المتحللة، مثل الأوراق أو أكوام السماد أو الخشب الفاسد، إذ يصاب الناس بالفطر المخاطي عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة، بحسب “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة”،
ويصاب الناس بداء الفطريات الذي توجد منه عدة أنواع عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية التي يمكن أن تنتشر في المستشفيات والمنازل عن طريق أجهزة ترطيب الهواء أو قوارير الأكسجين التي تحتوي على مياه قذرة.
ووفق الخبراء، يجب اكتشاف العدوى بشكل مبكر لأنها عدوانية، وكشط الأنسجة الميتة وإزالتها وذلك لأنه قد يضطر الجراحون أحيانا إلى إزالة أنف المرضى أو عيونهم أو حتى فكهم لمنع الفطر من الوصول إلى الدماغ.
تونس سجلت حالات إصابة بهذا المرض سابقا
أكدت المختصة في الأمراض المعدية الدكتورة آمال اللطيف أن تونس سجلت وعلى مدى الـ5 سنوات الأخيرة، 5 إصابات بمرض الفطر الأسود، جاء ذلك في تصريح إذاعي يوم الاثنين 24 ماي 2021.
وكشفت الدكتورة أن أول إصابة بهذا المرض الذي وصفته بالخطير، في تونس كانت سنة 2016 ثم 2017 و2018 و2019 و2020 بعنوان إصابة كل سنة.
من جهته أشار الدكتور أمين فوزي سليم المختص في البيولوجيا الطبية أن تونس سبق وسجلت حالات إصابة بهذا المرض في التسعينات، مؤكدا أن تونس لم تسجل حالات بهذا المرض مع ظهور فيروس كورونا، وأوضح ”كما أننا نملك المخزون الكافي من الأدوية لمقاومة هذا المرض” .
الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود
الفطر الأسود” لا يسبب المرض إلا نادرا، لكن الأشخاص ضعيفي المناعة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة، مثل مرضى نقص المناعة المكتسبة، وذلك نتيجة استخدام مثبطات المناعة والكورتيزون لمدة طويلة، حسب ما أوضحته الدكتورة منى كيال، استشارية الأمراض الجرثومية في مستشفى براغ الجامعي، في حديث خاص لموقع “العربية.نت”، مؤكدة أن مرضى السكري الذي يتناولون أدوية الكورتيزون، أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.
وأفادت بأن “هذا الفطر معروف ومتواجد في الطبيعة، ولا يسبب الضرر للأشخاص العاديين، إذ يمكن للأشخاص استنشاق “أبواغ” (غبار) هذا الفطر مع الهواء، حيث تساعد الأهداب والمخاط في أنف الإنسان على التخلص منها بسهولة”.
ما هو الرابط بين مرض “الفطر الأسود” وفيروس كورونا؟
كشفت وزارة الصحة الهندية أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة هم أكثر عرضة لعدوى “الفطر الأسود”، بما في ذلك مرضى “كوفيد-19″، ومرضى السكري، والأشخاص الذين يتناولون المنشطات، وأولئك الذين يعانون من أمراض مصاحبة أخرى مثل السرطان أو زرع الأعضاء.
هذا ويتعرض مرضى كورونا للإصابة بالمرض بشكل خاص، وذلك لأن الفيروس لا يؤثر فقط على جهاز المناعة لديهم، بل يمكن للأدوية العلاجية أيضا أن تثبط استجابتهم المناعية.
كما أضافت الوزارة، في إشارة إلى الفطريات التي تسبب داء الغشاء المخاطي: “بسبب هذه العوامل، يواجه مرضى فيروس كورونا خطرا متجددا بفشل المعركة ضد الهجمات التي تشنها الكائنات الحية مثل الفطريات المخاطية”، مشيرة إلى أن “مرضى كورونا الذين يخضعون للعلاج بالأكسجين في وحدات العناية المركزة قد يكون لديهم أجهزة ترطيب في الجناح، مما قد يزيد من تعرضهم للرطوبة، ويجعلهم أكثر عرضة للعدوى الفطرية”.
للإشارة فإن هذا المرض ينتشر على مستوى العالم، ويعد نادر جدا بشكل عام، لكنه يبدو أنه أكثر شيوعاً في الهند، فقد أشارت دراسة أجراها علماء الأحياء الدقيقة في الهند، ونشرت في مارس في مجلة “Microorganisms”، إلى أن الفطر الأسود يعد أكثر انتشارا في الهند بـ70 مرة منه في البيانات العالمية.