قضت وحدات مشتركة من الجيش والحرس الوطنيين يوم الاثنين 17 ماي 2021، على 5 عناصر إرهابية في مرتفعات الشعانبي من ولاية القصرين، بينهم أمير كتيبة “عقبة ابن نافع” الإرهابية وهو جزائري الجنسية يدعى عبد الباقي بن أحمد بن عمار بوزيان المكنى أبو أحمد العنابي.
اللّأفت للانتباه أنّ كل العناصر التي تواترت على قيادة المجموعة الإرهابية المتمركزة بالجبال التونسية التابعة تنظيميا إلى مايعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والذين قضت عليهم القوات التونسية، يحملون الجنسية التونسية. فما الذي يجعلهم في مراكز القيادة رغم مايعرف عن تورط التونسيين في زعامة التنظيمات الإرهابية وانخراطهم في القتال في الخارج؟
عامل “الخبرة والتجربة”
الباحث في الجماعات الجهاديّة المسلحة، عبيد خليفي، صرّح لـ”JDD Tunisie”، اليوم السبت 22 ماي 2021، أنّ العملية الأمنية الأخيرة في جبال الشعانبي بولاية القصرين مثّلت نجاحا استخباراتيا وميدانيا للقوات الأمنية التونسية نظرا لحجم الخسائر في صفوف جهاديي الجبل.
وقال إنّ هذه العملية جاءت لتثبت مرة أخرى غياب الجهادي التونسي عن منزلة الزعامة والقيادة رغم أن الجهاديين التونسيين كانوا دوما من السباقين “هجرة وجهادا” منذ تجربة الأفغان العرب، ولكن وجب التنبيه إلى أن الجهاديين التونسيين كانوا دوما في الصف الثاني للتخطيط والتنفيذ بقدرات تقنية وفنية، وحتى عندما تحولت الجبال التونسية إلى ملاذ للجهاديين فقد كانت القيادة دوما للجزائريين في الغالب.
وفسّر محدثنا أن الجزائريين ذوي خبرة في الجبل منذ العشرية السوداء في الجزائر وهم الأكثر إلماما من الناحية الجغرافية ومن ناحية الحركة في تنفيذ العمليات، يضاف إلى ذلك قدرتهم على الحركة في كامل الإقليم.
وعن إمكانية اتخاذ المقاتلين الجزائريين من تونس ملاذا بعد الضغط عليهم في بلادهم، يؤكّد خليفي أنّ الجبال الحدودية بين البلدين هي مجال لحركة هذه الكتائب المنفصلة، والضغط عليها مسلط من الجهتين، وتبقى الساحة التونسية ممكنا للتزود بالمعاش والدعم والاحتطاب في ظل الوضع السياسي الذي تعيشه، وفق قوله.
من هم؟
من بين أخطر العناصر الجزائرية التي تضطلع بمهام قيادية في التنظيم الإرهابي، مراد بن حمادي الشايب المكنى” عوف المهاجر” الذي سبق عبد الباقي بوزيان إلى قيادة كتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية إلى غاية مقتله على يد وحدات عسكرية في أكتوبر 2019 بجبل سيف العنبة التابع لمعتمدية فوسانة بالقصرين.
“عوف المهاجر” من مواليد 15 نوفمبر 1983، وهو محل تتبع قضائي، وكان محل تفتيش من السلطات الجزائرية والتونسية بعد أن شارك “في عدة عمليات استهدفت قوات الأمن والحرس والجيش من أهمها عمليات هنشير التلة 1 و2 بجبل الشعانبي.
أما سلف مراد الشايب فهو شقيقه خالد حمادي الشايب المكنّى لقمان أبو صخر الذي وصفته السلطات التونسية بأنه مخطط وقائد وأمير كتيبة عقبة بن نافع المسؤولة عن كل العمليات الإرهابية التي وقعت في البلاد، وأعلنت مقتله في كمين بمنطقة سيدي عيش التابعة لولاية قفصة في مارس 2015.
