منذ الإعلان عن خروجه عن السيطرة، أثار الصاروخ الصيني “المسيرة الطويلة” تفاعلا كبيرا وموجة من السخرية والتنبؤات في مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، حول موعد ومكان سقوط الصاروخ على الأرض.
وكان الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5 بي” والذي يبلغ طوله 30 مترا ووزنه 21 طنا، قد خرج عن السيطرة يوم الخميس 29 أفريل الماضي بعد وصوله إلى الفضاء، ولم يعد بالإمكان التحكم فيه، ولا معرفة مكان سقوطه، ويخشى الخبراء سقوط الصاروخ في منطقة مأهولة.
متى السقوط ؟
يحدد الخبراء أن تسقط أجزاء من الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5 بي”، الذي يحلق بشكل لا يمكن التحكم فيه، على الأرض في الفترة من 8 إلى 10 ماي الجاري ، لكن من المستحيل التنبؤ بمكان سقوطه في الوقت الحالي، حسبما ذكرت “سي إن إن”.
قال جوناثان ماكدويل، العالم في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد: “نتوقع أن يدخل الغلاف الجوي في وقت ما بين 8 و 10 ماي، خلال فترة اليومين هذه، سوف يحلق حول الأرض 30 مرة هذا الجسم يتحرك بسرعة نحو 18 ألف ميل في الساعة (29 ألف كم/ الساعة)، إذا أخطأت بالتخمين لمدة ساعة، فلن تعرف بالضبط أين سيسقط”.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء 6 ماي الجاري، أنها تتعقب مسار الصاروخ الصيني الذي من يفترض أن يدخل بشكل غير مضبوط الغلاف الجوي في نهاية هذا الأسبوع مع خطر سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أنه لا يمكن تحديد نقطة الدخول الدقيقة للصاروخ، إلى الغلاف الجوي للأرض، إلا عقب ساعات من عودته، مشيرا إلى أن سرب مراقبة الفضاء الثامن عشر، سيوفر تحديثات يومية حول موقع الصاروخ.
كما صرحت وكالة الفضاء الروسية “روس كوسموس” أن أجهزة المراقبة الروسية كانت تتعقب أجزاء الصاروخ الذي أطلق من وحدة المحطة الصينية في الفضاء، موضحة أنه لا يوجد تهديد لأراضي روسيا.
أين سيسقط الصاروخ الصيني؟
أفاد موقع “سبيس نيوز” أنه من المتوقع سقوط جسم صاروخ “لونغ مارش 5 بي”، في أي منطقة مأهولة بالبشر خلال الفترة المقبلة.
وأوضح عالم الفلك الذي يتتبع الأجسام التي تدور حول الأرض جوناثان ماكويل أنه “عندما يسقط الجسم الصاروخي من المدار فإنه قد يحترق في الغلاف الجوي للأرض، ولكن قطعاً كبيرة من حطامه يمكن أن تنجو من السقوط، ومعظم الكوكب عبارة عن محيطات، لذلك من المرجح أن تهبط قطع الصواريخ المتساقطة فيها، لكن لا يزال بإمكانها تهديد المناطق المأهولة بسقوطها فيها”.
لكن إذا بقي الصاروخ كاملا، فهناك احتمال كبير أن يسقط في بحر ما بما أن المياه تغطي سبعين بالمائة من سطح الأرض، لكن هذا غير مؤكد، ويمكن أن يتحطم في منطقة مأهولة بالسكان أو على سفينة، حسب ما أفاد به المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي.
وردا على سؤال عن إمكانية تدميره إذا كانت مناطق مأهولة بالسكان مهددة، قال كيربي أنه “من السابق لأوانه” قول ذلك.
توضيح مهم من سفارة الصين في السعودية
طرحت سفارة الصين في السعودية سؤالا عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، حول خروج الصاروخ الصيني عن السيطرة.
وقالت السفارة: “مثلما قدمت بعض وسائل الإعلام تغطية غير مهنية في ماي 2020، تعد الشائعات هذه المرة أيضا غير صحيحة”.
وأضافت: “فيما يلي التعليق المهني للخبراء.. بعد أن يكمل الصاروخ مهمة تسليم الحمولة الفضائية، يفقد قوته، وبغض النظر عن البلد الذي يصنعه، فلا يوجد مفهوم “التحكم” في حطام الصاروخ، لكن مسار رحلة الحطام محسوب بعناية”.
وتابعت: “تقوم الدول المسؤولة في مجال الفضاء بما في ذلك الصين بإبطال الفعالية التفجيرية للصاروخ في المرحلة الأخيرة، ويمكن نقل الصاروخ إلى مدار مهجور قبل إجراء تخميله”.
نذكر أنه في ماي 2020 اخترقت أجزاء من أحد الصواريخ الصينية (من نفس الفئة) الغلاف الجوي، وسقط الجزء الأكبر منه في المحيط الأطلسي، لكن بعض الحطام سقط في قرى مأهولة في ساحل العاج غربي أفريقيا، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
كما أكدت السفارة الصينية أنه منذ الوقت الذي تم فيه إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء، لم تكن هناك أي حالة لحطام صاروخ أو خردة فضائية ضربت البشر من خلال الدوران حول الأرض.
واختتمت السفارة سلسلة التغريدات قائلة إن الصاروخ الصيني، مثل صواريخ الدول الأخرى حتى الآن، آمن على الأرض.
وكانت الصين قد أطلقت الوحدة الرئيسية لأول محطة فضاء دائمة لها والتي ستستضيف رواد فضاء على المدى الطويل، في أحدث نجاح لبرنامج حقق حلما من طموحات الصين.