تستنفر قوات ليبية جنوبا على الحدود مع تشاد لمنع تنقّل الميليشيات التابعة للمتمردين التشاديين، وسط مخاوف من أن يؤدي العجز عن ذلك إلى تدخل فرنسي عسكري بحجة حماية حلفاء باريس في دول الساحل الأفريقي من مصادر الخطر.

إجراءات ليبية

وكانت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية أعلنت قبل أيّام إنشاءها “غرفة طوارئ” لمتابعة الأوضاع في تشاد، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، رفضه “لاستغلال الأراضي الليبية لزعزعة استقرار المنطقة”.

وجاء ذلك إثر مطالبة مجلس النواب المجلس الرئاسي الليبي والحكومة، الأربعاء، بـ”اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة لتأمين وحماية البلاد وحدودها الجنوبية”، على خلفية الأحداث الجارية في تشاد “وما قد يترتب عنها من زعزعة الأمن”، في جنوب البلاد، أعلن المجلس الرئاسي تكليفه “جميع الوحدات العسكرية في الجنوب”، دون أن يحددها، بـ”اتخاذ الإجراءات الفورية لتأمين وحماية الحدود الليبية الجنوبية”، وإبلاغه بتطورات الأوضاع ومراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر.

وقال الدبيبة، في تغريدة عبر “تويتر”: “تعازينا الحارة للشعب التشادي في مقتل الرئيس إدريس ديبي”، داعياً جميع الأطراف إلى التهدئة و”عدم تأجيج الصراع في الجارة تشاد”.

وأكد الدبيبة، خلال ذات التغريدة، رفض حكومته “أي وجود للقوات الأجنبية داخل ليبيا واستغلال أراضيها لزعزعة الاستقرار في المنطقة”.

فرنسا الحليف القوي

لفرنسا نحو 5100 جندي يتمركزون في المنطقة في إطار عمليات دولية لقتال المتشددين الإسلاميين، ومنهم قوات متمركزة في قاعدتها الرئيسية بالعاصمة نجامينا، وفي هذا السياق دافع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن سيطرة الجيش على تشاد، رغم شجب المعارضة السياسية، معتبرا أن ذلك كان ضروريا من أجل تحقيق الأمن وسط “ظروف استثنائية”، وفق قوله.


كما قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، إن بلادها فقدت “حليفا رئيسيا في القتال ضد المتطرفين” في منطقة الساحل الإفريقي بوفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي.
وخلال حضوره جنازة الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده “لن تسمح أبدا بتهديد استقرار تشاد”.