انطلقت حركة النهضة في مشاورات واتصالات مع عديد الأطراف المتداخلة في البلاد من أحزاب ومنظمات من أجل إعلان موقف وطني وللمطالبة بعقد حوار يفضي إلى الوصول إلى توافقات بين كل القوى السياسية كما تم عقد عديد الجلسات حول تسويات سياسية تشمل حتى الحكومة.

إفشال جهود الحكومة

من جانبه حذّر القيادي عن حركة النهضة، سامي الطريقي، في تصريح لـ”JDD” من أن يأخذ الخلاف بين الرئاسات الثلاث منحى خطير يؤدي إلى انزلاق نحو تجاذبات بين المؤسسات الصلبة للدولة، وفق قوله.

وكشف الطريقي أن الحوار الذي أُجريَ داخل حركة النهضة تطرق إلى مدى خطورة إفشال جهود الحكومة في مواجهة جائحة فيروس كورونا ما دفعها إلى الاقتراض من الخارج من أجل تعديل توازنات المالية العمومية، مؤكدا ضرورة خلق مناخ مناسب لعملها وإعطائها الفرصة لمجابهة كل العراقيل وتذليلها، وفق تعبيره.

حكومة عرجاء

وقال القيادي عن حركة النهضة إن حكومة “هشام المشيشي” هي حكومة عرجاء لم يتم السماح لشقها الثاني بالالتحاق بالشق الأول خاصة في ظل ما تمر به البلاد التونسية من صعوبات على جميع الأصعدة والمستويات، داعيا رئيس الجمهورية، قيس سعيد، إلى تغليب المصلحة العامة للبلاد والاقتناع  بأن الوضع الوبائي في تونس يحتم تمرير الحكومة لا تعطيل تحويرها الوزاري، وفي تعبيره.

انتقادت

من جانبه اتهم رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، في تصريح لشمس أف أم، رئيس الجمهورية، قيس سعيد، بتعطيل التحوير الوزاري وتعطيل إرساء المحكمة الدستورية، منتقدا ما وصفه بمحاولة رئيس الدولة تجميع جميع القوات المسلحة في قصر قرطاج، وفق تعبيره.

ودعا الهاروني قيس سعيد إلى احترام رئيس الحكومة واحترام البرلمان واحترام الشعب، مشيرا إلى أن هناك محاولات تدفع إلى مواجهة بين رئيس الدولة وحركة النهضة، على حد قوله.

انتهازية

في المقابل، قال الناشط السياسي، عبد العزيز القطي، في تصريح لـ”JDD”، إن حركة النهضة سترضخ لشروط رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وستتخلى قريبا عن رئيس الحكومة من أجل الحفاظ على مصالحها وبحثا عن إعادة تموقعها في الحكم، على حد قوله.

وأكد عبد العزيز القطي وجود ازدواجية في الخطاب داخل الحركة، موضحا أن هناك شق منها يؤكد تخلي الحركة عن حكومة، هشام المشيشي، ليعلن الشق الآخر عن تمسكه بها، وفق تعبيره.

واعتبر القطي أن هذه المشاورات التي تخوضها الحركة هي من باب الانتهازية والشعور بالعزلة، الهدف منها إنقاذ نفسها من مشاكل سياسية وتبرير فشلها المتواصل في إدارة الشأن العام للبلاد، مستغلة في ذلك المعركة بين رئيسي الحكومة والجمهورية.

وتُبرز كل المؤشرات المتعلقة بالتصريحات السياسية في البلاد انتهاء الغطاء السياسي الذي وفرته حركة النهضة لهشام المشيشي في إطار خلافاته مع رئيس الدولة، قيس سعيد وذلك تمهيدا لرسم تحالفات جديدة تفك بها عزلتها وتقوي وجودها داخل الحكم.