سجل معدل الطلاق في تونس ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية ليبلغ معدل الزيادة اليومية في حالات الطلاق حوالي 12 بالمئة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، 

ما من شأنه أن يخلف تداعيات سلبية على الأطفال.

التمزق العاطفي

من جانبها أكدت القاضية، ثريا بويح، أن حالات الطلاق في تونس بلغت حوالي 13 ألف قضية طلاق سنويا وفي حدود 46 حالة طلاق يوميا. 

هذا العدد اعتبره المختص في علم النفس، عبد الباسط الفقيه، في تصريح لـ”JDD”، خطيرا خاصة بوجود الأطفال، مبينا أن للطلاق تداعيات نفسية خطيرة على الأبناء من بينها الاضطرابات النفسية والتمزق العاطفي لديهم، خاصة في ظل التحولات والصراعات القضائية المتعلقة بالحضانة، على حد قوله.

وأوضح، عبد الباسط الفقيه، أن الطلاق من شأنه أن يخلف انعكاسات سلبية مباشرة على الأطفال تظهر من خلال سلوكاتهم التي يلاحظها الإطار التربوي على غرار ضعف التركيز وتراجع التحصيل الدراسي والاضطرابات الجسدية لدى المراهقين الذين يفترض أن يكونوا في هذه المرحلة العمرية أكثر توازنا، وفق تعبيره.

اهتزاز صورة الوالدين

وبين المختص في علم النفس أن المشاكل الأسرية التي تنتهي بالطلاق أو الانفصال تتسبب لدى الأبناء في اهتزاز صورة الوالدين والحياة الزوجية بصفة عامة، فيصبح الطفل عالقا بين صراعات الوالدين وغير قادر على الاختيار بينهما لاعتبارات انفعالية وعاطفية تحكمها الحضانة ويتحول في معظم الأحيان إلى أداة للصراع بين الزوجين لتحصيل منفعة معنوية أو مادية، وفق تعبيره.

ارتفاع عدد الأطفال المتضررين

وأكد الفقيه أن نسبة الأطفال المتضررين نفسيا بسبب طلاق الأب والأم هي عالية جدا لكن يصعب تحديدها نظرا لتحفظ الأطباء النفسيين أو الوالدين، مشيرا إلى تعمد عائلة مقيمة بالمروج إلى بناء جدار يفصل الغرف عن بعضها بسبب خلاف بين الزوجين، ما من شأنه أن يشوه صورة الحياة العائلية لدى الأبناء ويؤدي بهم إلى إحساس مضطرب ومتناقض، وفق تعبيره.

طلاق بالتراضي

وكشف محدثنا أن حالات الطلاق بالتراضي في تونس محدودة يتم فيها التوصل إلى اتفاق بين الزوجين على الانفصال في ظل إقناع الابن بأن الخلاف وارد والانفصال هو الحل وذلك حفاظا على هدوئه النفسي، مشيرا إلى أن الطلاق إذا لم تقع إدارته سيتحول إلى حادث مأساوي يؤثر على نمو الأطفال، على حد قوله.

ومن أهم أسباب الطلاق المشاكل المادية والجنسية وانعدام التجديد في الحياة الزوجية، إضافة إلى الضغوط النفسية والخيانة الزوجية التي ارتفعت وتيرتها بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “الفيسبوك” إلى جانب العنف الأسري الذي تضاعف بين 20 مارس 2020 إلى 4 ماي 2020، حوالي 5 مرات، وفقا لأرقام وزارة المرأة.