تضاعفت عمليات الغش والتلاعب بالأسعار وبالجودة واختفاء المواد المدعمة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المعظم، في وقت أُثقل فيه كاهل المستهلك التونسي بتراجع المقدرة الشرائية وذلك رغم تشديد الرقابة على الأسواق بشكل يفوق باقي أيام السنة.
ارتفاع الأسعار
وفي السياق ذاته رصدت منظمة الدفاع عن المستهلك ارتفاعا في الأسعار مقارنة بشهر رمضان الفارط، رغم تأكيد وزارة التجارة على أن عملية تزويد الأسواق بالخضروات لن تشهد نقصا طيلة شهر رمضان، حيث سجلت البقول زيادة بين 20 و30 بالمائة قبل شهر رمضان.
من جانبه اعتبر رئيس المنظمة، سليم سعد الله، في صريح لـ”JDD”، أن لهفة التونسي على اقتناء المواد الاستهلاكية ساهمت بشكل كبير في الزيادة الغير مسبوقة في الأسعار، حيث يجد المخالفون الأرضية المناسبة لمثل هذه التجاوزات في الوقت الذي يتزايد فيه نسق الاكتظاظ والإقبال بشكل مفرط على المنتوجات الاستهلاكية، وفق تقديره.
ودعا سليم سعد الله المواطنين التونسيين إلى عدم التبذير واللهفة على اقتناء المواد الاستهلاكية، مشيرا إلى أنّ حوالي 900 ألف خبزة يتم إتلافها بشكل يومي في تونس، على حد قوله.
4281 مخالفة اقتصادية
وسجلت أعمال المراقبة الاقتصادية بمختلف الإدارات المركزية والجهوية بوزارة التجارة وتنمية الصادرات خلال قيامها ب 27842 زيارة تفقد منذ بداية شهر رمضان، حوالي 4281 مخالفة اقتصادية من بينها 458 مخالفة بمسالك البيع بالتفصيل و44 مخالفة ببقية المسالك.
وطالت المخالفات الخضر والغلال والمواد الغذائية ومنتجات الدواجن واللحوم والأسماك والمرطبات والحلويات وغيرها من القطاعات، وفق بلاغ صادر عن وزارة التجارة.
محجوزات
كما سجلت وحدات المراقبة الاقتصادية 114 مخالفة في الممارسات الاحتكارية إلى جانب 105 مخالفة في الترفيع في الأسعار و322 مخالفة في الإخلال بشفافية المعاملات، إضافة إلى 9 مخالفات في الامتناع عن البيع وإخفاء البضائع والبيع المشروط و39 مخالفة أخرى تهم الجودة والسلامة.
هذا و تم حجز كميات من المنتجات موضوع مخالفات متعلقة أساسا بالتلاعب بالأسعار وبالدعم حيث تم ضبط 14.9 طن من الفرينة المدعمة و 2,55 طن من الدقيق و3518 بيضة و1410 لتر من الزيت النباتي المدعم إلى جانب 120 علبة تبغ، وفق نفس البلاغ.
ورغم اعلان وزارة التجارة عن تطبيق برنامج رقابي شمل وحدات الإنتاج ومسالك توزيع الإنتاج الفلاحي إضافة إلى أسواق الجملة والتفصيل، إلاَّ أن عمليات الغش والاحتكار والتلاعب بالأسعار مازالت موجودة، ما يؤكد ضرورة تشديد العقاب على المخالفين وتكثيف الحملات طيلة أيام السنة حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها.