خففت تونس الإجراءات المعمول بها منذ 18 جانفي 2021، في إطار كبح انتشار فيروس كورونا في البلاد، بالرغم من تسجيل إصابات بالسلالة البريطانية المتحورة للفيروس بتاريخ 2 مارس 2021، وفي هذا الصدد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم قد يشهد موجة ثالثة ورابعة من الجائحة في صورة عدم توخي الحذر.
تخفيف الإجراءات
وأعلنت اللجنة الوطنية لمجابهة كورونا في تونس، خلال ندوة صحفية، أمس الجمعة 5 مارس 2021، عن تخفيف الإجراءات الصحية المعلنة منذ يوم 18 جانفي 2021 والمتعلقة بالحجر الصحي الموجه والتي وقع تمديد العمل بها، في مناسبتين، إلى غاية يوم 7 مارس 2021.
وتتعلق الإجراءات التي تدخل حيز التطبيق ابتداء من 8 مارس 2021 لمدة 3 أسابيع، بتخفيف ساعات حظر التجول وإلغاء منع التنقل بين المدن وتعويضه بغلق المناطق الموبوءة وتمديد توقيت عمل المقاهي والمطاعم واستئناف كافة الأنشطة الثقافية بالإضافة إلى إلغاء الحجر الصحي الإجباري عن الوافدين إلى تونس.
سيناريو فتح الحدود يعيد نفسه؟
وقد تتسبب الإجراءات الجديدة، وخاصة إلغاء الحجر الصحي الإجباري على الوافدين إلى تونس، في تفاقم الوضع الوبائي، الذي يشهد حاليا نوعا من الاستقرار ، وحتى لا ننسى فإن هذا الإجراء أسفر منذ فتح الحدود في 27 جوان 2020، عن تضاعف حصيلة الإصابات في وقت شهدت فيه البلاد نوعا من الاستقرار في الوضع الوبائي.
الدكتور زكرياء بوقيرة، أكد في تصريح لـ”JDD”، اليوم السبت 6 مارس 2021، أن التخفيف في الإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا، لا يتناسب مع حقيقة الوضع الوبائي وتفشي سلالات جديدة لفيروس كورونا في تونس على غرار السلالة البريطانية الأشد فتكا والسلالة التونسية التي جمعت بين خصائص السلالتين البريطانية والجنوب إفريقية، محذرا من أن التخفيف في الإجراءات سيتسبب بالضرورة في إعادة سيناريو فتح الحدود، خاصة في ظل إلغاء الحجر الصحي الإجباري وحالة التسيب التي تعيشها البلاد في علاقة بتطبيق الإجراءات الوقائية قائلا إن تونس لم تتعلّم من أخطائها.
كما حذر محدثنا من أن إجراء إلغاء الحجر الصحي الإجباري على الوافدين إلى تونس من الخارج، قد يتسبب في دخول السلالة البرازيلية المتحورة من فيروس كورونا التي تعتبر الأخطر في العالم، معتبرا أن تسجيل إصابة واحدة فقط من هذه السلالة في تونس قد يتسبب في كارثة في ظل تواصل غياب اللقاحات المضادة للفيروس، رغم تأكيد اللجنة الوطنية لمجابهة كورونا أمس الجمعة 5 مارس 2021، وصولها بحلول الأسبوع القادم.
وشدد المتحدث على ضرورة اعتماد استراتيجية لمجابهة كورونا تعتمد على التشديد في الإجراءات الوقائية تزامنا مع الانطلاق في حملات التطعيم، وهي استراتيجية انطلقت في تنفيذها عدد من الدول الأوروبية على غرار ألمانيا.
وفي تعليقه حول تأخر وصول التلاقيح إلى تونس، اعتبر أن هذا التأخير يعزى إلى اعتماد الدولة على الإعانات والتسوّل، مبينا أن تونس لم تخصص، أي اعتمادات مالية لشراء جرعات التلقيح المضادة لفيروس كورونا.
منظمة الصحة العالمية قلقة
وأمام هذا التناقض بين الإجراءات المعلنة من قبل اللجنة الوطنية لمجابهة كورونا خلال الندوة الصحفية أمس الجمعة، وبين حقيقة الوضع الوبائي وتفشي سلالة جديدة لفيروس كورونا أكثر فتكا، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة التخفيف في إجراءات كورونا.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من إعلان بعض الحكومات والشخصيات حول العالم نهاية وباء كورونا، معتبرة أن الوقت غير مناسب لتخفيف إجراءات مكافحة الوباء بالرغم من انطلاق حملات التطعيم على نطاق واسع في عدة دول، وفق ما أكده مدير برنامج الطوارئ بالمنظمة التابعة للأمم المتحدة، مايك ريان، أمس الجمعة 5 مارس 2021.
وبلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا الذي ظهر في الصين لأول مرة في ديسمبر 2019، قبل أن يصبح جائحة عالمية، 116023244 إصابة شفي منها 65569641 شخصا فيما بلغت حصيلة ضحايا الفيروس 2578785 حالة وفاة، وفق آخر تحيين.
وبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس التاجي في تونس بتاريخ 4 مارس 2021، 236 ألفا و356 شخصا توفي منهم 8130 شخصا فيما بلغ عدد المتعافين 201 ألف و500 شخصا، ووقع تسجيل أغلب الإصابات منذ فتح الحدود في 27 جوان 2020، بعد أن شهدت البلاد إغلاقا عاما دام أكثر من 3 أشهر.