ساهمت الأمم المتحدة بشكل مباشر في تغيير المشهد السياسي في ليبيا، ولعبت دورا هاما في إرساء حكومة وحدة وطنية جديدة، ولا تزال واشنطن بدورها كأبرز أعضاء منظمة الأمم المتحدة إلى اليوم تتدخل في الشؤون الليبية بنية إعادة النظام عن طريق إخراج المرتزقة والعمل على إجراء الانتخابات الوطنية الليبية في أوانها.
في هذا السياق، جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعوته إلى مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وشدد على أهمية إجراء الانتخابات الوطنية في ديسمبر القادم.
جاء ذلك في لقاء افتراضي له مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث تعهد الطرفان بتقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي يان كوبيش وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن الملف الليبي.
دعم أممي لمفوضية الانتخابات الليبية
بحث المبعوث الخاص للأمين عام الأمم المتحدة في ليبيا، يان كوبيتش، يوم الاثنين 29 مارس 2021، مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات بالبلاد، عماد السائح، سبل تقديم الدعم الدولي للمفوضية، وجاء ذلك خلال لقاء كوبيتش مع السائح في العاصمة الليبية طرابلس.
وأفاد البيان، بأن الجانبين بحثا “سبل تقديم الدعم الدولي للمفوضية”، مؤكدا “التزام الأمم المتحدة باستكمال مراحل المسار الديمقراطي بمساندة المفوضية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ ليبيا”.
كما أعرب المسؤول الأممي، عن “تقديره لكل الجهود الدولية والوطنية التي ساهمت في تحقيق وحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها”.
وجود قوات أجنبية في ليبيا يخلق توترا
إلى ذلك اعتبرت فرنسا أن وجود قوات أجنبية في ليبيا يخلق توترا، حيث أشار مصدر في الرئاسة الفرنسية “الإليزيه”، يوم الثلاثاء 30 مارس 2021، إلى أن “مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة لليبيا ستعزز العملية السياسية الهشّة”.
واعتبر المصدر لـ”العربية” أن “وجود مرتزِقة لصالح طرف في ليبيا يستدعي مرتزِقة لصالح طرف آخر”، مضيفاً “يجب أن يأخذ الليبيون مصيرهم بأيديهم.. والسلطة التنفيذية الجديدة تتحمل مسؤولية خاصة في هذا المجال”.
وتابع: “فرنسا وكل شركائها يدعمون الحكومة الجديدة في ليبيا”، مشدداً على أن “وجود قوات أجنبية في ليبيا يخلق توتراً ومخاوف، وعليها المغادرة”.
وكشف عن اتخاذ فرنسا “إجراءات أمن استثنائية” حول سفارتها في طرابلس “لحماية سفيرتنا ودبلوماسيينا”.
هذا وأعادت فرنسا يوم الاثنين 29 مارس الجاري، فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس بعد إغلاقها عام 2014 لدواع أمنية، في مؤشر على العودة التدريجية للاستقرار بعد أعوام من النزاع.
ويأتي ذلك مع انتعاش سياسي نسبي تشهده ليبيا، عقب نيل حكومة الوحدة الوطنية الثقة من مجلس النواب في 10 مارس الجاري، ومهمتها توحيد مؤسسات البلاد وتنظيم انتخابات وطنية في 24 ديسمبر 2021.
وكان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قد شدد سابقا على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان انتخابات وطنية حرة ونزيهة في 24 ديسمبر القادم لتعزيز العملية الديمقراطية في ليبيا.