يواجه المواطن التونسي بشكل يومي صعوبات في التنقل داخل العاصمة وضواحيها بسبب تواصل الاختناق المروري خاصة في وقت الذروة ما من شأنه أن يؤثر على حياته اليومية، وعلى الوضعين الاقتصادي والبيئي، ما دفع مسؤولون عن قطاع النقل ورؤساء بلديات تونس الكبرى إلى مناقشة مشروع إحداث هيكل تنظيمي للتنقل الحضري لإقليم تونس الكبرى، إضافة إلى إنشاء صندوق لتمويل التنقلات المستدامة في انتظار تعميم الاجتماعات الاستشارية بشأن هذا الهيكل على المدن الكبرى وذلك بهدف النهوض بمنظومة التنقل الحضري.

وزارة النقل

وفي ذات الإطار، انعقدت أمس جلسة عمل بمقر وزارة النقل واللُّوجستيك للنظر في مشروع إحداث هيكل تنظيمي للتنقل الحضري لإقليم تونس الكبرى وذلك بإشراف وزير النقل واللوجستيك، معز شقشوق وبحضور رئيسة بلدية تونس، سعاد عبد الرحيم وممثلين عن عدد من الوزارات المعنية وبلديات أريانة وبن عروس ومنوبة.

وتم خلال الجلسة مناقشة الجوانب المؤسساتية والتنظيمية والمالية لهذا الهيكل ومدى تكامل المهام الموكولة له مع بقية الهياكل المتدخلة والسبل الكفيلة لبلوغ الأهداف المرجوة للنهوض بمنظومة التنقل الحضري.

الهدف من إحداث الهيكل التنظيمي

قالت نائب رئيس بلدية بن عروس ليليا مخلوف في تصريح لـ”JDD”، إن هذا الهيكل سيكون موحدا لولايات تونس الكبرى، وسيشمل بقية ولايات الجمهورية كما سيشمل النقل البري والحديدي.

وبينت مخلوف أن هذا الهيكل يعتمد أساسا على النقل الذكي والنقل الصديق للبيئة وسيكون مطابقا للمعايير الدولية ولمجلة الجماعات المحلية، وسيتم الإعلان عن موعد إحداثه في الأيام القادمة، مشيرة إلى أن هذا الهيكل ليس واضحا في الوقت الحالي نظرا إلى عدم تحديد طبيعته.

وأفادت ليليا مخلوف أنه وقعت أمس المطالبة بدعم اللامركزية والتقيد بما جاء في مجلة الجماعات المحلية وأن لا يقتصر تنظيم حركة الجولان على الوزارة فقط بل بالاشتراك مع البلديات، وفق قولها.

الاختناق المروري

هذا وبلورت تونس سياسة وطنية جديدة للتنقلات الحضرية لإرساء منظومة متكاملة تستجيب لمتطلبات التطور العمراني والديمغرافي والاجتماعي والاقتصادي والمؤسساتي وتقطع مع الاكتظاظ والاختناق المروري بمعظم المفترقات والطرقات، الذي بات من الصعب على سائقي وسائل النقل الخاص والعمومي التحكم فيه في ظل تدفق آلاف السيارات يوميا في طرقات العاصمة وهو ما يفوق قدرة استيعابها خصوصا في وقت الذروة.

اختناق مروري تعلو وتيرته خاصة خلال شهر رمضان المعظم وتحديدا بعد الظهر، حيث ترتفع أصوات أبواق السيارات وتتجدد معاناة المواطن التونسي بسبب الاكتظاظ وصعوبة التنقل وهذا المشهد الذي يتجدد كل يوم خاصة عند الثامنة والعاشرة صباحا وعند الظهر وقبل موعد الإفطار بسويعات قليلة، فيزيد في نسبة توتر المواطنين.

وتهدف وزارة النقل واللوجيستيك من خلال هذا الهيكل إلى تنظيم حركة التنقل داخل البلاد التونسية، والتخفيف من نسبة الاختناق المروري وتذليل صعوبات التنقل داخل العاصمة.