شرع عدد من نواب المعارضة في جمع توقيعات على عريضة لسجب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، وأكّد النائب عن الكتلة الديمقراطية زهير المغزاوي أنّ العريضة حصدت الـ 73 صوتا المطلوبة لإيداعها بمكتب البرلمان.
ويشترط النظام الداخلي للبرلمان الأغلبية المطلقة من الأصوات، أي 109 صوتا، لسحب الثقة من رئيس المجلس أو أحد نائبية.
وكان البرلمان أسقط في جوان الماضي لائحة أولى تتعلق بسحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، بتصويت 97 نائباً فقط لصالحها.
وقال الغنوش في حوار للجزيرة.نت أمس الأربعاء 10 فيفري 2021 “لقد سبق أن قلت إنني لم آت إلى رئاسة المجلس على ظهر دبّابة بل وقع انتخابي من أغلبية زملائي والجميع يعلم أن الهدف من تكرار هذه المحاولات التي أصبحت لا تخلو من عبثيّة، هو سياسي بامتياز ويرمي إلى ترذيل المؤسّسة البرلمانية وتوتِير الأجواء ومنع تحقيق الاستقرار”.

“شرف المحاولة يكفي”

صرّح القيادي بحزب التيار الديمقراطي والنائب عن الكتلة الديمقراطية نعمان العش لـ”JDD”، أن لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب هي تعبير عن رفض نواب المعارضة لطريقة إدارته للمؤسسة نظرا لفشله في إدارة الخلافات بين مختلف الكتل وانحيازه الواضح والمفضوح لأطراف على حساب أخرى، وفق تعبيره.
وقال العش إنّه لن يتم إيداع العريضة إلا بعد جمع 109 إمضاء عوضا عن 73، مشيرا إلى أنّ جميع الكتل معنية بها ولن يتم إقصاء أي طرف، حسب تعبيره.
وأضاف أنّ المسألة مبدئية تتعلّق بتسجيل موقف ثابت من رئيس البرلمان حتى وإن لم تحظى اللائحة بموافقة الأغلبية فشرف المحاولة يكفي، وفق قوله.

هل تنجح المحاولة الثانية؟

اعتبر أستاذ التاريخ المعاصر والمحلّل السّياسي عبد اللطيف الحنّاشي في تصريح لـ”JDD”، أنّ الحزام السياسي للحكومة والذي يرتكز بالأساس على حركة النهضة غير متجانس ومواقفه مرتبطة بصيرورة الأحداث مشيرا إلى أنّ حصول التحوير الوزاري الأخير على أغلبية مريحة ليس مؤشرا قويا على مواصلة تماسك التحالف وثباته كما أنّ بعض النواب من الكتل الداعمة للحكومة “خرجوا عن السرب” في التصويت الأخير.
وأضاف الحنّاشي أنّ قوى المعارضة تراهن على هذه الأصوات المخالفة وعلى الكتل التي لها موقف من رئيس البرلمان رغم دعمها لحكومة المشيشي، لتمرير اللائحة بـ 109 صوتا على الأقل وفقا لما يقتضيه القانون.
واستدرك محدّثنا قائلا إنّ الكتل المعارضة نفسها لا تخلو من اختلاف داخلي حول جدوى عرض هذه اللائحة باعتبار إمكانية سقوطها وما قد ينجرّ عنه من اتّهامات ستوجّه للمعارضة بالضعف وعدم القدرة على التجميع.
جدير بالذكر، أنّ رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي يحظى بالدعم أساسا من حزبه حركة النهضة (53 مقعدا) وحليفه قلب تونس (29 مقعدا) وائتلاف الكرامة (18 مقعدا).
وكان البرلمان انتخب الغنوشي رئيسا له في نوفمبر 2019، عقب الانتخابات التشريعية بـ 123 صوتا من مجموع 217.