قال رئيس الجمهورية قيس سعيد في مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على “فيسبوك”، السبت 27 فيفري 2021، إن أموال الشعب التونسي ستصرف للشعب وللمحتاجين ولن تصرف لمن ليس لهم ضمير أو إحساس وفق تعبيره.
ويأتي تصريح سعيد، على هامش زيارة أداها إلى منطقة منزل المهيري بولاية القيروان لمعاينة الأرض التي سيقام عليها مشروع مدينة الأغالبة الطبية، وتزامنا مع المسيرة التي تنظهما حركة النهضة بالعاصمة، مساندة للشرعية والتي شهدت حضورا كثيفا من قواعد الحركة الذين قدموا من مختلف ربوع البلاد.
تشاهدون كيف تصرف الأموال وتهدر في العاصمة، بينما يتحدثون كل مساء عن إفلاس الدولة وأن تونس ليس لديها مال”
وفي كلمة شديدة اللهجة قال رئيس الجمهورية: “تشاهدون كيف تصرف الأموال وتهدر في العاصمة، بينما يتحدثون كل مساء عن إفلاس الدولة وأن تونس ليس لديها مال”، في إشارة ضمنية إلى الاعتمادات المالية الهامة التي صرفت خلال مسيرة حركة النهضة.
وأضاف سعيد أن لتونس من الإمكانيات الكثير، لكن ذلك رهين توفر الإرادة الصادقة والثابتة والنابعة من تطلعات الشعب التونسي ومن إرادته في العيش الكريم وفي الحرية وفي وطن محفوظ بالكرامة الوطنية، مشددا على أنه لن يقبل أي مقايضة في حق الشعب التونسي أو أية مزايدات تتعلق بسيادة الدولة التونسية.
بعيدا عن الحسابات السياسية
وأكد رئيس الجمهورية، أنه “سيواصل الطريق التي بدأها بنفس العزم والقوة والإرادة بعيدا عن أي حساب سياسي، مشددا على أنه “لا يتحرك وفق حسابات البعض أو ترتيباتهم بل وفق المبادئ التي عاهد عليها الشعب التونسي والعمل من أجل ما ينفع الناس”، وفق قوله.
وبين أن “السقوط الأخلاقي للبعض، لن يزيده إلا قوة وعزيمة وتجاهلا وازدراء لما يقولون وما يفعلون”، قائلا “هم لا يستحقون حتى مجرّد الانتباه إليهم، وحساباتهم لا تدخل أبدا في تقديرنا للأوضاع”.
ونظمت حركة النهضة، يوم السبت 27 فيفري الجاري، مسيرة حاشدة بالعاصمة، تحت شعار ”مسيرة الثبات والدفاع عن المؤسّسات”، بمشاركة مختلف قيادات الحركة، على غرار رئيسها راشد الغنوشي، ويذكر أن الغاية من هذه المسيرة هي مساندة الشرعية والمكانة اليي تتمتع بها الحركة منذ الانتخابات الأخيرة، لكنها أيضا رسالة ضمنية أرادت من خلالها النهضة أن تثبت لرئيس الدولة أنّها قادرة على تعبئة الشارع والتقرب من الشعب وأنه ليس الوحيد صاحب الشعبية.
وكان رئيس الحركة راشد الغنوشي قد أكد في كلمة ألقاها خلال المسيرة، أن الشعب التونسي موحد أكثر من جميع الدول العربية الأخرى وأن الوضع الحالي يتطلب وحدة وطنية وتحاورا حول المسائل الرئيسية التي تهم التونسيين، مشددا على ضرورة المضي قدما في الإصلاحات.
وبين الغنوشي أن الإصلاح السياسي لا يمر إلا عبر الحوار، في ظل مناخ التفرقة والاختلافات، الذي غلب على المناخ السياسي قائلا إن الحروب تبدأ عبر الكلام.