كشف تقرير أعدّه صحفيو إذاعة المنستير، أن عددا من المعلّمين بمدرستين ابتدائيتين بمنطقة شربان الريفية بولاية المهدية، يرتدون زي المجاهدين المعروف في أفغانستان منذ سنة 1990، وهو ما يثير الاستغراب، خاصّة وأنه تم التطرق لهذه الظاهرة تحت قبة البرلمان خلال جلسة استماع لوزير التربية.

حرية فردية؟


وانطلقت زيارة الفريق الصحفي من المدرسة الابتدائية “مزايدة”، وفق التقرير، حيث ظهر مدرس اللغة الفرنسية بـ”لحية طويلة ولباس أفغاني”، وقال إنه يتابع البرنامج الرسمي للوزارة ويعمل بالمدرسة المذكورة منذ 28 عاما.

من جهتها اعتبرت مديرة المؤسسة التربوية أن مسألة اختيار الملابس، تدخل في إطار الحريات الفردية ولا يوجد أي نص تنظيمي يمنع ارتداء هذا اللباس ، مبينة أن زميلها المدرس يرتدي نفس الزي أثناء الاجتماعات والتفتيشات، ولا ينبغي الحكم على الأشخاص على أساس المظاهر وإنما يتم تقييم الأفعال عبر الأداء.

كما عاين الفريق الصحفي لدى تحوّله إلى المدرسة الابتدائية الشواشين، وضعية مماثلة لمدرس آخر، يشغل أيضا منصب مدير المدرسة المذكورة بالنيابة، حيث كان يرتدي الزيّ الأفغاني و”النعال”.

الفصل بين الجنسين والصور الممنوعة!

كما لاحظ الفريق الصحفي أن هذه المدارس تفصل بين الجنسين حيث أكد التقرير وقوف التلاميذ أمام قاعات الدرس، في صفين منفصلين، صف للفتيات وصف ثان للفتيان.

وتمت معاينة غياب الصور الملصقة على جدران قاعات الدرس في كلا المدرستين، حيث برر مدير المدرسة الأولى، غياب الصو إلى الاستخدام المزدوج لقاعات الدرس، مشيرا إلى أن الصور تلصق على جدران الفصول الإعدادية، فيما تبين أنه لم تتم معاينة أية ملصقات بالمدرسة الثانية، بما في ذلك جدران الفصول الدراسية المخصصة للصف الإعدادي.

وقد كشف تلميذ بالمدرسة، في تصريح للفريق الصحفي، أن بعض المعلمين يحظرون استخدام الصور، بدعوى أنها مخالفة للشريعة الإسلامية، كما أكد أن بعض المدرسين يقاطعون الفصل من أجل أداء الصلاة في القاعة المجاورة.

وفي ذات السياق، أشار التقرير إلى أن المعلمين الذين يرتدون الزيّ الأفغاني يحثون التلاميذ على عدم مشاهدة التلفزيون والمسلسلات في المنزل، وهي ممارسات يعتقدون أنها تتعارض مع “الشريعة الإسلامية”.

اتحاد ضعيف!

من جهته أكد الأمين العام المساعد بنقابة التعليم الأساسي في شربان، حسن سويح، أنه تم تقديم عدة شكاوى من قبل عدد من التلاميذ وأوليائهم، تتعلق بارتداء الزي الأفغاني بالإضافة إلى التعليمات التي يسدونها حول منع التلفزيون والموسيقى بحجة أنها “حرام”.

وأشار المتحدث إلى أن هناك إهمالا من قبل الإدارة الجهوية للتعليم الابتدائي بالمهدية، مبينا أن الإدارة تغض النظر عن هذه الممارسات.

ماذا تفعل وزارة التربية؟

أكد المندوب الجهوي للتربية في المهدية، منجي منصر، حقيقة هذه الواقعة، مشيرا إلى أنه تم التطرق لها في تقارير تفقدية التعليم الابتدائي.

وأكد أنه تم التحقق من هذه الظاهرة كما تمت مطالبة مديري المدارس الابتدائية بتقارير بشأن الموضوع، فيما تم إبلاغ السلطات الوطنية والجهوية، بأن التحقيق جار في الموضوع، وفق منصر.